ترتبط الحالة النفسية ومناعة الجسم ارتباطًا وثيقًا، إذ يظهر أن الاكتئاب والحزن المزمن لهما تأثير مباشر على قدرة الجسم في مواجهة الأمراض والعدوى، ومع تسارع الحياة وتزايد الضغوط اليومية، تشكل هذه المشكلة الصحية تحديًا حقيقيًا يهدد سلامة الأفراد ويؤثر على جودة حياتهم.
أكد الدكتور وليد هندي، استشاري الأمراض النفسية، أن التوتر والقلق المزمنين لا يقتصر تأثيرهما على المزاج فقط، بل يمتدان ليشملان التأثير على الجهاز المناعي، مما يجعل الأشخاص أكثر عرضة للأمراض المزمنة والعدوى.

ضعف الجهاز المناعي
وأضاف استشاري الصحة النفسية، في تصريحات لـ”شهد كلينك”، أن الاكتئاب يمكن أن يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي عن طريق تقليل فعاليته في مقاومة العدوى ومواجهة الأمراض، لافتًا إلى أن التطعيمات والأدوية تصبح أقل تأثيرًا لدى المصابين بالاكتئاب مقارنة بالأشخاص الأصحاء.
وأوضح “هندي”، أن الاكتئاب يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والإدمان، وهو ما يعكس التأثير المعقد للحالة النفسية على الصحة العامة.
إفراز هرمون الكورتيزول لفترات طويلة
من جانبه أشار الكدتور يسري البندي، استشاري الباطنة والحميات، إلى أن التوتر المزمن، الناتج عن الحزن أو القلق الشديد، يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الكورتيزول لفترات طويلة، مما يؤثر سلبًا على الجهاز المناعي.

وأضاف الدكتور يسري البندي، أن الكورتيزول يساعد الجسم في التحكم بالالتهابات، لكن مع استمرار إفرازه بكميات كبيرة، يصبح الجسم أقل استجابة له، مما يؤدي إلى التهابات مزمنة وانخفاض في عدد كرات الدم البيضاء، وبالتالي ضعف قدرة الجسم على مقاومة العدوى.
وأشار “البندي”، إلى أن الضغط النفسي طويل الأمد يتسبب في زيادة احتمالية الإصابة بالأمراض الجلدية والفيروسية، بل وحتى السرطان.
وحذر من التمادي في نوبات التوتر، منوهنًا بأنها يمكن أن يؤثر على استجابة الجسم لمسببات الأمراض، مثل الميكروبات أو الخلايا السرطانية، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.

كيفية حماية جهازك المناعي
وضع الدكتور وليد هندي استشاري الأمراض النفسية، روشتة لتبني عادات صحية يُسهم اتباعها في تقوية الجهاز المناعي وتقليل التأثير السلبي للتوتر والقلق، وجاءت كالتالي:
- اتباع نظام غذائي متوازن، وتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن اتعزيز صحة الجهاز المناعي.
- ممارسة الرياضة بانتظام، لأن الرياضة تعمل على تخفيف التوتر وتعزيز المناعة.
- النوم الجيد، والحصول على قسط كافٍ من النوم يساعد الجسم على استعادة قوته.
إدارة التوتر، عن طريق ممارسة تقنيات التأمل والاسترخاء تحسن استجابة الجسم للضغوط. - الالتزام بالمطاعيم، الحرص على أخذ التطعيمات الدورية لتعزيز الدفاعات المناعية.