أعلن علماء من جامعة كيس ويسترن ريزيرف الأمريكية عن اكتشاف جيني بالغ الأهمية قد يفتح الباب أمام استعادة السمع والبصر، وذلك من خلال تفعيل جينات مسؤولة عن تجديد خلايا الحواس، في العين والأذن الداخلية، وهي مناطق كان يُعتقد أنها لا تُجدد خلاياها بعد التلف، الاكتشاف الذي نُشر في 1 أبريل 2025 على موقع News-Medical يصف كيف تمكّن العلماء من تحديد مجموعة من الجينات “المفتاحية” التي تتحكم في قدرة الجسم على تجديد خلايا حسية معينة كانت تتعرض للتلف دون إمكانية للتعافي الطبيعي.
آلية تجديد خلايا الحواس وأهميتها
وفقًا للدراسة، فإن القدرة على تجديد خلايا الحواس موجودة فعليًا لدى بعض الحيوانات مثل الطيور والأسماك، إلا أن البشر يفتقرون لهذه الآلية بشكل فطري، وبهذا البحث استطاع الفريق الجيني تنشيط هذه القدرة داخل الخلايا البشرية في المعمل باستخدام تقنيات تحرير الجينات، وركزت التجربة على نوعين من الخلايا: الخلايا الشعرية داخل الأذن المسؤولة عن السمع، وخلايا الشبكية في العين، وهما من أكثر أنواع الخلايا تأثرًا بالتقدم في العمر أو الإصابة بالأمراض المزمنة.
تعرف على: العلماء يستهدفون تجديد الرئة للأطفال الخدج المصابين بخلل التنسج القصبي الرئوي
هل يمكن استعادة السمع والبصر؟
أكد الباحثون أن التلاعب ببعض الجينات المعينة – مثل LIN28 وYAP1 – أدى إلى تحفيز انقسام الخلايا التالفة وتجددها في وقت قصير، مما يفتح آفاقًا غير مسبوقة أمام علاج فقدان السمع والبصر، وقد صرّح د. توم كوربيت، أحد قادة الفريق، أن هذا التقدّم “ليس فقط خطوة نحو استعادة الحواس، بل ربما بداية لعصر طبي جديد بالكامل في تجديد خلايا الحواس”.
اقرأ أيضًا: اكتشاف جديد يعزز تجديد القلب لعلاج فشل القلب الإفقاري
الطريق نحو التجارب السريرية
رغم أن تجديد خلايا الحواس ما زال في مراحلها المختبرية، إلا أن الفريق العلمي يخطط للانتقال قريبًا إلى التجارب السريرية على البشر، ويتوقع العلماء أن هذه الجينات يمكن أن تُدمج مستقبلاً في علاجات تعتمد على الخلايا الجذعية أو العلاج الجيني المباشر، وفي حال نجاح التجارب البشرية، فإن ملايين المرضى المصابين بفقدان السمع أو ضعف النظر بسبب التلف الخلوي قد يستعيدون حواسهم بشكل طبيعي.