يواجه الأطفال العديد من الضغوط النفسية والاجتماعية خلال مراحل نموهم، مما يتطلب الدعم المستمر من الأسرة والمدرسة والمجتمع، في عالم يتسم بالتحديات المستمرة، يعد بناء الثقة بالنفس من أهم العوامل التي تساهم في تشكيل شخصية الطفل وتطوير قدراته.
يرصد “شهد كلينك” في التقرير التالي، مجموعة من النصائح والآراء حول هذا الموضوع، وفقًا للدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية.
أهمية بناء الثقة بالنفس عند الأطفال
أكد الدكتور وليد هندي أن الثقة بالنفس هي أساس نجاح الأطفال في مختلف جوانب حياتهم، سواء في الدراسة أو في التفاعل الاجتماعي أو حتى في مواجهة التحديات المستقبلية، مؤكدًا أن بناء هذه الثقة يبدأ منذ سنوات الطفولة المبكرة، حيث تكون الأسرة هي أول بيئة يتعلم فيها الطفل كيف يقدر نفسه ويتعامل مع المواقف الحياتية المختلفة.

الدور الحيوي للأسرة
وأضاف الدكتور وليد هندي أن الأسرة تلعب دورًا محوريًا في تطوير ثقة الطفل بنفسه، من خلال الدعم العاطفي والتشجيع المستمر، إذ يرى أن الأطفال بحاجة إلى إشعار دائم بأنهم محل تقدير، وأنهم قادرون على إنجاز المهام التي يكلفون بها، موضحًا أن التصرفات الصغيرة مثل التشجيع على المحاولة وعدم لوم الطفل عند الفشل، يمكن أن تساهم بشكل كبير في بناء ثقتهم بأنفسهم.
اقرأ أيضًا: هل الضغوط النفسية تؤدي للإصابة بالسكري؟
تعليم الأطفال التعامل مع الفشل
وأوضح “هندي”، أن الفشل جزء لا يتجزأ من الحياة، ومن المهم تعليم الطفل أن الفشل ليس نهاية الطريق، بل هو فرصة للتعلم والنمو، مشددًا على ضرورة أن يرى الطفل في كل تجربة فاشلة فرصة للتحسين، بدلاً من أن يشعر بالإحباط أو العجز، مضيفًا أن من خلال إظهار الصبر والمرونة، يمكننا أن نساعد الطفل على بناء عقلية إيجابية تحفزه على المحاولة مرة أخرى.

تشجيع الاستقلالية واتخاذ القرارات
وأشار إلى أنه من أبرز الطرق التي تعزز من ثقة الطفل بنفسه هي منحهم الفرصة لتطوير مهارات اتخاذ القرارات، مؤكدًا أن الأطفال بحاجة إلى أن يشعروا بالاستقلالية في اتخاذ بعض القرارات اليومية مثل اختيار الملابس أو تحديد النشاطات التي يرغبون في القيام بها.
اقرأ أيضًا: المتعافي من الاكتئاب أكثر إبداعًا وقدرة على العمل.. طبيب نفسي يوضح
البيئة المدرسية وأثرها على الثقة بالنفس
وأشار الدكتور هندي أيضًا إلى أن البيئة المدرسية تلعب دورًا كبيرًا في تنمية ثقة الطفل بنفسه، قائلاً إن المدرسة هي بيئة اجتماعية أخرى يتعلم فيها الطفل كيفية التفاعل مع الآخرين، وأي نوع من الدعم أو الانتقاد يتلقاه في هذه البيئة يؤثر بشكل مباشر على ثقته بنفسه، مضيفًا أن المعلمين يجب أن يتحلوا بالصبر وأن يقدموا ملاحظات بناءة تشجع الطفل على تحسين أدائه، بدلاً من استخدام الانتقادات القاسية التي قد تؤدي إلى تدهور ثقته بنفسه.
