في ظل تزايد الضغوط اليومية ومعدلات الأرق والقلق في المجتمعات الحديثة، لجأ كثيرون إلى العقاقير المهدئة والمنومة كحل سريع لمشكلاتهم النفسية ومع مرور الوقت، تحول الاستخدام المؤقت إلى اعتماد دائم، مسببًا ما يعرف طبيًا باسم اضطراب استخدام المهدئات والمنومات، وهو اضطراب يستحق الوقوف عنده لما له من آثار عميقة على الصحة العامة والعلاقات الاجتماعية.
في هذا المقال، نستعرض بتفصيل ما هو هذا الاضطراب، وأعراضه، وأسبابه، وطرق العلاج، والمخاطر التي يتسبب فيها إذا ترك دون تدخل.
ما هو اضطراب استخدام المهدئات والمنومات؟
يشير مصطلح اضطراب استخدام المهدئات والمنومات إلى حالة من الاعتماد الجسدي والنفسي على العقاقير التي تستخدم عادة لتهدئة الجهاز العصبي أو علاج اضطرابات النوم، مثل البنزوديازيبينات وبعض مضادات الهستامين والمنومات في البداية، تؤخذ هذه الأدوية بوصفة طبية، لكن مع الوقت، قد تتطور الحاجة لجرعات أكبر، ويبدأ الجسم والعقل في الاعتماد عليها بشكل لا إرادي.
كيف تبدأ المشكلة؟
غالبًا ما تبدأ القصة بنصيحة طبية أو وصفة لمساعدة المريض على النوم أو تجاوز أزمة نفسية مؤقتة، لكن الاستعمال المتكرر دون رقابة يحول الاستخدام من علاجي إلى قهري هذا ما يطلق عليه الأطباء اضطراب استخدام المهدئات والمنومات، حيث يعتاد الدماغ على وجود الدواء ويصعب الاستغناء عنه لاحقًا.
أبرز أسباب اضطراب استخدام المهدئات والمنومات
هناك عدة عوامل تؤدي إلى نشوء هذا الاضطراب، من أبرزها:
-الضغوط النفسية المستمرة: والتي تجعل البعض يبحث عن حلول سريعة بدلًا من المعالجة الجذرية للمشكلة.
-قلة الوعي: كثير من الأشخاص لا يدركون خطورة الاستمرار في تناول هذه العقاقير لفترات طويلة.
-سهولة الوصول للأدوية: سواء من خلال وصفات متكررة أو بوسائل غير قانونية.
-غياب البدائل النفسية: مثل العلاج السلوكي أو الدعم الأسري.
ما هي أعراض اضطراب استخدام المهدئات والمنومات؟
تظهر على المصاب بهذا الاضطراب مجموعة من العلامات التحذيرية، من بينها:
-الاعتماد على المهدئات للنوم أو الاسترخاء بشكل يومي.
-الرغبة في زيادة الجرعة للحصول على نفس التأثير.
-الشعور بالقلق أو التوتر عند محاولة التوقف.
-الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية أو العملية.
-تغييرات في المزاج أو الذاكرة والتركيز.
كيف يمكن علاج اضطراب استخدام المهدئات والمنومات؟
يتطلب علاج اضطراب استخدام المهدئات والمنومات تدخلًا طبيًا ونفسيًا متكاملًا، ويشمل:
-سحب الدواء تدريجيًا تحت إشراف طبيب متخصص لتجنب أعراض الانسحاب.
-العلاج السلوكي المعرفي لمساعدة المريض على تغيير أنماط التفكير والسلوك.
-المتابعة النفسية المنتظمة لتجنب الانتكاسة والعودة إلى الاستخدام.
-دعم الأسرة والمجتمع الذي يعد ركيزة أساسية في رحلة الشفاء.
اضطراب استخدام المهدئات والمنومات وأثره على الحياة
يؤثر هذا الاضطراب بشكل مباشر على جودة الحياة، حيث يضعف التركيز، ويزيد من خطر الحوادث، ويؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق، فضلًا عن تدهور العلاقات الأسرية والمهنية كما أن التوقف المفاجئ عن تناول هذه العقاقير دون إشراف قد يؤدي إلى أعراض انسحاب خطيرة.
أسئلة شائعة
هل اضطراب استخدام المهدئات يشبه الإدمان؟
نعم، يصنف طبيًا ضمن اضطرابات الإدمان، حيث يصاب الشخص بحالة من التعلق الجسدي والنفسي بالدواء.
هل يمكن الشفاء من اضطراب استخدام المهدئات والمنومات؟
بالتأكيد، يمكن التعافي منه بشكل كامل إذا تم العلاج بشكل منهجي وبدعم طبي ونفسي مناسب.
هل هناك بدائل طبيعية للمهدئات؟
نعم، من أبرزها العلاج المعرفي السلوكي، تقنيات الاسترخاء، ممارسة الرياضة، وتنظيم النوم.