كشفت دراسة حديثة أن الإجهاد النفسي والسمنة يمكن أن يلعبا دورًا كبيرًا في تسريع نمو سرطان البنكرياس في مراحله المبكرة، وهذه النتائج تقدم رؤى جديدة حول العوامل التي قد تؤثر على تطور هذا النوع من السرطانات، الذي يُعد من أكثر الأنواع فتكًا.
الدراسة وأهدافها
أجريت الدراسة في مركز أندرسون للسرطان بجامعة تكساس بالولايات المتحدة، حيث قام الباحثون بتحليل تأثير الإجهاد النفسي والسمنة على نمو أورام البنكرياس في الفئران، وتم تصميم الدراسة لفهم كيفية تفاعل هذه العوامل مع البيئة الداخلية للجسم لتسريع نمو الخلايا السرطانية.
مخاطر الإجهاد النفسي والسمنة
أظهرت النتائج أن الفئران التي تعرضت إلى لإجهاد النفسي وزيادة الوزن شهدت نموًا أسرع لأورام البنكرياس بنسبة 50% مقارنة بالفئران التي لم تتعرض لهذه العوامل. كما لوحظ أن الإجهاد والسمنة يؤديان إلى زيادة إفراز هرمونات معينة، مثل الكورتيزول، والتي تعزز من نمو الخلايا السرطانية.
تعرف على: هل الضغوط النفسية تؤدي للإصابة بالسكري؟
آلية التأثير
وفقًا للباحثين، فإن الإجهاد النفسي والسمنة يؤديان إلى تغييرات في البيئة الداخلية للجسم، بما في ذلك زيادة الالتهابات وتغييرات في الجهاز المناعي، وهذه التغييرات توفر بيئة مثالية لنمو الخلايا السرطانية وانتشارها، بالإضافة إلى ذلك فإن ارتفاع مستويات الكورتيزول الناتج عن الإجهاد يزيد من مقاومة الخلايا السرطانية للعلاجات التقليدية.
توصيات للوقاية من سرطان البنكرياس
يقترح الباحثون ضرورة إدارة الإجهاد النفسي والحفاظ على وزن صحي كجزء من استراتيجيات الوقاية من سرطان البنكرياس، كما يؤكدون على أهمية المزيد من الأبحاث لفهم الآليات الجزيئية التي تربط بين الإجهاد، والسمنة، ونمو السرطان.
تأثيرات طويلة الأمد
تشير الدراسة إلى أن الإجهاد النفسي والسمنة لا يؤثران فقط على نمو السرطان في مراحله المبكرة، ولكن قد يلعبان أيضًا دورًا في زيادة خطر الإصابة بسرطان البنكرياس من الأساس، وهذه النتائج تعزز أهمية اتباع نمط حياة صحي للوقاية من الأمراض المزمنة.
وتُسلط هذه الدراسة الضوء على الدور الخطير للإجهاد النفسي والسمنة في تسريع نمو سرطان البنكرياس، وتدعو إلى زيادة الوعي حول أهمية إدارة الإجهاد والحفاظ على وزن صحي للوقاية من هذا النوع من السرطانات.