في خطوة قد تغير مسار علاج السرطان، نجح العلماء في تطوير روبوتات دقيقة للغاية، أرق من شعرة الإنسان، قادرة على محاربة الأورام بفعالية استثنائية، وهذه الروبوتات، المصممة باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، لا يتجاوز قطرها 30 ميكرونا (جزءًا من الألف من المليمتر)، وتمتاز بقدرتها على حمل الأدوية مباشرة إلى الخلايا السرطانية، مع خاصية فريدة للتحول بين الحالتين الصلبة والسائلة.
قدرة الروبوتات الدقيقة في محاربة السرطان
وهذه الروبوتات الدقيقة تمتاز بقدرتها على الصمود في بيئات قاسية مثل أحماض المعدة، مما يضمن خروجها من الجسم بأمان عن طريق البول بعد أداء مهامها العلاجية، وفي التجارب التي أجريت على الفئران، أظهرت الروبوتات نجاحا في تقليص حجم أورام المثانة، ما يشير إلى إمكانياتها الكبيرة في تقديم علاج موجه ودقيق للأورام.
ويقول الباحث وي جي غاو، من جامعة كاليفورنيا للتكنولوجيا (Caltech): “بدلاً من نشر الأدوية في الجسم بالكامل وتركها تؤثر على الأنسجة السليمة، توفر هذه الروبوتات وسيلة مبتكرة لتوصيل الأدوية مباشرة إلى موقع الورم، وإنها خطوة نحو تقليل الآثار الجانبية وتعزيز فعالية العلاج، ونعتقد أن هذه الروبوتات تمثل منصة ثورية يمكن أن تستخدم مستقبلا لعلاج أنواع متعددة من الأمراض، مع تقديم حلول مخصصة لكل مريض.”
وفي حين تقتصر التجارب الحالية على الحيوانات، يأمل العلماء في اختبار هذه التقنية قريبا على البشر. إذا نجحت، فإن هذه الروبوتات الدقيقة قد تشكل نقلة نوعية في الطب، ما يمكن الأطباء من استهداف الأمراض بطرق أكثر أمانا ودقة، ويقلل من الآثار السلبية للأدوية التقليدية.