في إنجاز علمي كبير نشرته جامعة رايس الأمريكية، أعلن باحثون عن تطوير تقنية ثورية تمكّن من تحويل الأدوية التي كانت تُعطى عبر الحقن الوريدي إلى أدوية يمكن تناولها عن طريق الفم، هذا التقدم قد يُحدث نقلة نوعية في علاج أمراض معقدة مثل أورام الدماغ والزهايمر، خصوصًا أن الحاجز الدموي الدماغي كان لعقود طويلة عائقًا أمام إيصال الأدوية للمخ.
لماذا يعتبر العلاج الفموي لأورام الدماغ إنجازًا؟
حتى الآن كانت معظم أدوية علاج السرطان التي تستهدف الدماغ تحتاج إلى حقن مباشر في الوريد أو حتى في العمود الفقري، وهو أمر مزعج وخطر في كثير من الحالات، لكن مع هذا الاكتشاف يمكن للأدوية أن تتجاوز الحاجز الدموي وتصل للمخ عبر الفم، ما يجعل العلاج الفموي لأورام الدماغ خيارًا واقعيًا لأول مرة في التاريخ الطبي.
تعرف على: تنظيم الجينات ثلاثي الأبعاد.. ثورة في فهم سرطان الدماغ
التقنية الجديدة.. كيف تعمل؟
التقنية تعتمد على تغليف الجزيئات الدوائية بمواد خاصة تساعدها على البقاء مستقرة في الجهاز الهضمي، ثم تفتح هذه الجزيئات عند دخولها مجرى الدم، وتُرسل إشارات تجعل الدماغ يسمح بمرور الدواء، فريق البحث قام بتجريب هذه الطريقة على فئران تجارب مصابة بأورام في الدماغ، وحققوا نتائج مذهلة بامتصاص كامل للدواء ووصوله إلى موقع الورم بنسبة فعالية تقارب 85٪.
ماذا عن علاج الزهايمر؟
الأمر لا يقتصر على السرطان فقط، بل شمل أيضًا تجربة دواء يستخدم لعلاج الزهايمر، وأثبت نفس النتائج في الوصول للدماغ، هذه الخطوة تفتح الباب أمام استخدام أدوية جديدة بشكل فموي بدلًا من اعتماد طويل على العلاجات الغازية، وهو ما يجعل خيار العلاج الفموي لأورام الدماغ والزهايمر أقرب من أي وقت مضى.
تأثير عالمي متوقع
العلاج الفموي، في حال تم تطويره بشكل نهائي سيقلل التكاليف، ويُحسن من التزام المرضى بالعلاج، ويقلل من خطر العدوى المرتبطة بالحقن الوريدي، الباحثون يؤكدون أن المرحلة التالية تشمل اختبارات سريرية موسعة على البشر في عدة دول، مما يجعل من الممكن طرح العلاج خلال السنوات القادمة.