أشار مايكل ديفيس رئيس جمعية مرضى الهيموفيليا: “لقد انتظرنا طويلاً لعلاج الهيموفيليا الجديد الذي يحررنا من الحقن المتكررة ويسمح لنا بعيش حياة طبيعية، هذا الدواء لا يمثل تقدمًا طبيًا فحسب، بل إنه يغير مسار حياة المرضى بالكامل”.
وتشير التقديرات إلى أن هناك حوالي 20 ألف شخص مصاب بالهيموفيليا في الولايات المتحدة وأكثر من 400 ألف شخص حول العالم، وقد يستفيد غالبيتهم من هذا العلاج المبتكر، مما يمثل خطوة هائلة في مكافحة هذا المرض الوراثي.
سلامة علاج الهيموفيليا الجديد وآثاره الجانبية
أظهرت بيانات السلامة من التجارب السريرية أن علاج الهيموفيليا الجديد كان آمنًا بشكل عام، مع آثار جانبية خفيفة إلى متوسطة شملت الصداع والغثيان والتعب لدى نسبة صغيرة من المرضى، ولم تسجل أي حالات من الآثار الجانبية الخطيرة المرتبطة بالدواء.
وأكدت الدكتورة ليندا براون، المتحدثة باسم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية: “لقد قمنا بمراجعة شاملة لبيانات السلامة والفعالية لهذا الدواء، وتبين أن فوائده تفوق بشكل كبير المخاطر المحتملة”، وأضافت: “سنستمر في مراقبة أداء الدواء بعد طرحه في السوق لضمان استمرار سلامته وفعاليته على المدى الطويل”.
توفر علاج الهيموفيليا الجديد والوصول إليه
وفقًا للشركة المصنعة، شركة “بيوجين” للتكنولوجيا الحيوية، سيتم طرح الدواء في الأسواق الأمريكية خلال الربع الثاني من عام 2025، وتعمل الشركة حاليًا مع شركات التأمين الصحي لضمان تغطية تكاليف الدواء، الذي من المتوقع أن يكلف حوالي 275 ألف دولار سنويًا للمريض الواحد.
وصرح جيمس هاريسون، الرئيس التنفيذي لشركة بيوجين: “نحن ملتزمون بضمان وصول جميع المرضى المؤهلين إلى علاج الهيموفيليا الجديد، ولذلك أطلقنا برنامج مساعدة المرضى الذي سيوفر الدواء بتكلفة مخفضة أو مجانًا للمرضى غير المؤمن عليهم أو المؤمن عليهم جزئيًا”.
تعرف على: انتبه!.. الأسبرين في علاج أمراض القلب قد يزيد خطر النزيف بدلاً من الوقاية
الآفاق المستقبلية والأبحاث الجارية
مع هذه الموافقة المهمة تستمر الأبحاث في مجال علاج الهيموفيليا الجديد، حيث تجري حاليًا دراسات على استخدام الدواء للأطفال دون سن 12 عامًا، والذين يشكلون فئة مهمة من مرضى الهيموفيليا.
وأشار الدكتور ويليامز: “نحن نعمل أيضًا على فهم أفضل للآليات الجزيئية لهذا الدواء، مما قد يفتح المجال لتطوير علاجات مماثلة لاضطرابات النزف الأخرى”، وأضاف: “الخطوة التالية هي تطوير صيغة طويلة المفعول قد تتطلب جرعة واحدة شهريًا فقط، مما يحسن بشكل أكبر الالتزام بالعلاج وجودة حياة المرضى”.
وفي الختام، يمثل علاج الهيموفيليا الجديد إنجازًا بارزًا في مجال الطب وأمراض الدم، ويبشر بعصر جديد من العلاجات الفعالة والمريحة لمرضى الهيموفيليا، مما يتيح لهم فرصة عيش حياة أكثر صحة وإنتاجية مع تقليل القيود التي يفرضها هذا المرض الوراثي.