في خطوة قد تحدث تحولًا جذريًا في علاج الأورام، كشف ألكسندر غينسبورغ، رئيس مركز “غاماليا” الروسي لبحوث علم الأوبئة والأحياء الدقيقة، عن تفاصيل اللقاح الروسي الجديد للسرطان، والذي يعتمد على تقنية الحمض النووي الريبوزي (mRNA)، وأوضح غينسبورغ أن اللقاح لا يقتصر على الوقاية، بل يستخدم كعلاج للأورام السرطانية، حيث يعمل على تهيئة جهاز المناعة للتعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها، وبعد تلقي اللقاح، تتشكل في الجسم خلايا لمفاوية (كريات بيضاء مناعية) قادرة على التعرف على المستضدات الموجودة على سطح الأورام، هذه الخلايا تندمج مع الخلايا السرطانية وتفرز أنزيمات تحدث ثقوبًا في جدران الخلايا السرطانية أو تدمر بروتيناتها الداخلية، ما يؤدي إلى تحلل الخلايا المصابة.
فوائد اللقاح الجديد للسرطان
وأشار غينسبورغ، إلى أن اللقاح يتميز بقدرته على تدمير الخلايا السرطانية دون التسبب في التهابات أو آثار جانبية، وهو ما يجعله مختلفًا عن العلاجات التقليدية مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، وهو جزء من الجهود المستمرة لمركز “غاماليا” لتطوير حلول مبتكرة لعلاج الأورام.
وأكد غينسبورغ أن الفريق يعمل حاليًا على تحسين النموذج الحالي وتطوير نماذج وقائية يمكن أن تساهم في تقليل خطر الإصابة بالسرطان مستقبلًا، وأضاف أنه من المتوقع أن يحصل المركز على التصاريح الرسمية لاستخدام اللقاح في يناير 2025، ما يعني أن البشرية قد تكون على أعتاب عهد جديد في مكافحة الأورام السرطانية.
ويعتبر هذا التطور امتدادًا للتقدم الذي حققته التكنولوجيا الطبية في السنوات الأخيرة، حيث تظهر الأبحاث أن اللقاحات العلاجية المعتمدة على الحمض النووي الريبوزي يمكن أن تكون أداة فعالة ليس فقط لعلاج السرطان، بل أيضًا للوقاية، ورغم الإنجازات الواعدة، يواجه هذا الابتكار تحديات تتعلق بالتجارب السريرية واسعة النطاق والحصول على الموافقات التنظيمية الدولية، لكن الخبراء يرون أن هذا اللقاح يمثل خطوة مهمة نحو مستقبل تصبح فيه السرطانات أقل خطورة وأشد قابلية للعلاج.