التصلب المتعدد من الأمراض المناعية المزمنة التي تصيب الجهاز العصبي المركزي، حيث يهاجم الجهاز المناعي مادة المايلين التي تغلف الألياف العصبية، ما يؤدي إلى تلفها وتباطؤ نقل الإشارات العصبية بين الدماغ وبقية أجزاء الجسم، ويظهر المرض أعراضًا متنوعة تشمل ضعف العضلات، الإرهاق، اضطرابات الحركة، واضطرابات بصرية، مع تأثر كبير بجودة حياة المرضى، وتشير أحدث الدراسات الطبية، بما في ذلك تقارير منظمة الصحة العالمية لعام 2023، وجود صلة بين التصلب المتعدد والنوم، حيث ينتج عن هذه العلاقة الأرق الشديد، ويعاني حوالي 50% من المرضى من صعوبة في النوم أو البقاء نائمين لفترات طويلة، توقف التنفس أثناء النوم والذي يحدث نتيجة تأثير المرض على العضلات المحيطة بالجهاز التنفسي.
التصلب المتعدد والنوم.. متلازمة تململ الساقين
ومن بين الاضطرابات أيضًا متلازمة تململ الساقين، حيث تسبب رغبة لا إرادية في تحريك الساقين أثناء الراحة أو النوم، واضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية، حيث تؤثر على توقيت النوم والاستيقاظ، ما يؤدي إلى إجهاد مستمر، وترجع اضطرابات النوم إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها الإرهاق المزمن الناتج عن تأثير المرض على الأعصاب والعضلات، الآثار الجانبية للأدوية المستخدمة لعلاج الأعراض، مثل مضادات الالتهاب ومثبطات المناعة، كما ترجع إلى التغيرات النفسية مثل القلق والاكتئاب، والتي تُعد شائعة بين المرضى، الألم المزمن أو التشنجات العضلية الليلية.
اقرأ أيضًا أول حقنة لعلاج التصلب المتعدد.. ما مدى فعالية أوكرليزوماب؟
مخاطر قلة النوم
وتؤدي قلة النوم إلى تفاقم الأعراض المرتبطة بالمرض، مثل زيادة الإرهاق، ضعف التركيز، وتراجع الحالة النفسية، كما تسهم في ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب، ما يعزز حلقة مفرغة تؤثر سلبًا على نوعية حياة المريض.
هرمون الميلاتونين والنوم
وتشير دراسة حديثة، نشرتها المجلة الطبية للأمراض العصبية في 2023، إلى أن هرمون الميلاتونين قد يلعب دورًا مهمًا في تحسين جودة النوم لدى مرضى التصلب المتعدد، حيث يظهر المرضى الذين يتبعون استراتيجيات لتحسين إيقاعهم البيولوجي، بما في ذلك تعزيز إفراز الميلاتونين الطبيعي، تحسنًا ملموسًا في جودة النوم.
التصلب المتعدد والنوم.. نصائح
وبحسب إرشادات منظمة الصحة العالمية، فإنه لتحسين النوم لدى مرضى التصلب المتعدد، يجب وضع جدول زمني منتظم للنوم والاستيقاظ، الحد من تناول الكافيين والمنبهات، خاصة في فترة المساء، ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بانتظام، مع تجنبها قبل النوم مباشرة، كما يجب تحسين البيئة المحيطة بالنوم، مثل تقليل الإضاءة والضوضاء، استشارة الطبيب لتعديل الأدوية التي قد تؤثر على النوم، واللجوء إلى العلاج النفسي أو السلوكي لمعالجة القلق والاكتئاب المصاحبين للمرض.
اقرأ أيضًا التصلب المتعدد والحمل.. دراسة تكشف تأثيره الخطير على الصحة العقلية للأمهات