تأخر الدورة الشهرية يعد من أكثر المشكلات الصحية التي تشغل بال النساء، خاصة إذا كان غير متوقع أو مستمر، فهل تعلمين أن هذا التأخر قد يشير إلى مشاكل صحية خطيرة قد تؤثر على قدرتك على الحمل؟
في الحوار التالي، تكشف الدكتورة نجوان الصعيدي، استشاري النساء والتوليد، الأسباب الكامنة وراء تأخر الدورة الشهرية، وكيفية تأثيره على الجسم بشكل عام، وتستعرض لـ”شهد كلينك“، نصائحها التي تساعد النساء في التعامل مع هذه المشكلة بشكل فعال، وإلى نص الحوار:
بدايةً، هل يمكنكِ توضيح ما يحدث للجسم عند تأخر الدورة الشهرية؟
تأخر الدورة الشهرية يمكن أن يكون نتيجة لعدة أسباب، وقد يختلف تأثيره على الجسم بناءً على السبب، عندما تتأخر الدورة الشهرية، قد يشير ذلك إلى عدم حدوث الإباضة، مما يعني أن البويضة لم تخرج من المبيض، وهذا يؤثر بشكل مباشر على قدرة المرأة على الحمل.
بالإضافة إلى ذلك، قد تسبب اضطرابات هرمونية نتيجة لتأخر الدورة ظهور أعراض مثل تقلبات المزاج، زيادة الوزن، أو حتى مشاكل جلدية مثل حب الشباب.

إذن، من أبرز المخاطر التي قد تحدث عند تأخر الدورة الشهرية هي صعوبة الحمل والعقم، أليس كذلك؟
بالضبط، تأخر الدورة الشهرية المتكرر قد يكون علامة على مشاكل صحية تؤثر في قدرة المرأة على الحمل، وعلى سبيل المثال، متلازمة تكيس المبايض تُعتبر من الأسباب الشائعة وراء تأخر الدورة الشهرية، حيث تعاني المرأة من عدم انتظام الدورة وبالتالي صعوبة في معرفة موعد الإباضة، وهو ما يزيد من صعوبة الحمل.
اقرأ أيضًا: منها الرضاعة الطبيعة .. 6 أسباب وراء احتلاس الدورة الشهرية بعد الولادة
متى يبدأ القلق بالنسبة للنساء من تأخر الدورة الشهرية؟ هل هناك فترة محددة يجب فيها استشارة الطبيب؟
من الضروري أن تنتبه النساء إلى تأخر الدورة الشهرية إذا مر أكثر من 38 يومًا منذ آخر دورة شهرية، أو إذا تأخرت الدورة أكثر من ثلاثة أيام عن موعدها المعتاد إذا كانت الدورة منتظمة من قبل، وفي حالة تكرار التأخيرات أو تغيرات مفاجئة في الدورة الشهرية، يجب على المرأة استشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.
ما الذي يحدث للجسم في حالة استمرار تأخر الدورة الشهرية لفترة طويلة؟
عندما تستمر الدورة الشهرية في التأخر أو التوقف لفترات طويلة، قد تتعرض المرأة لمشاكل صحية أخرى مثل العقم، كما أن التأخير المتكرر قد يكون مرتبطًا باضطرابات هرمونية، مما يؤدي إلى أعراض مثل تغيرات في الوزن، حب الشباب، تقلبات المزاج، وأحيانًا اضطرابات في النوم.
وبشكل عام، قد تزداد احتمالية الإصابة بأمراض مثل هشاشة العظام أو مشكلات في القلب إذا لم يتم علاج السبب الأساسي لتأخر الدورة الشهرية.

ما هي أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية؟
تأخر الدورة الشهرية قد يكون نتيجة لعدة أسباب صحية ونمط حياتي، من أبرز الأسباب نجد الآتي:
1- متلازمة تكيس المبايض، التي تُعد السبب الأكثر شيوعًا.
2- مشاكل في الغدة الدرقية، سواء كانت مفرطة النشاط أو غير نشطة.
3- التوتر والإجهاد النفسي، يمكن أن يؤثر التوتر الشديد على الدورة الشهرية.
4- الاضطرابات في الغدة النخامية، التي قد تؤثر على إفراز الهرمونات الضرورية لتنظيم الدورة.
5- الحمل، في حال كانت المرأة متزوجة، فإن تأخر الدورة قد يكون أولى علامات الحمل.
إذا تأخرت الدورة الشهرية لأسبوع أو أكثر، كيف يمكن للمرأة أن تعرف إذا كان السبب هو الحمل أم لا؟
إذا تأخرت الدورة لأسبوع أو أكثر، وخصوصًا إذا كانت المرأة متزوجة أو نشطة جنسيًا، قد يكون الحمل هو السبب الأكثر احتمالًا، يُنصح بإجراء اختبار حمل منزلي أو زيارة الطبيب للتأكد من ذلك، وإذا كانت النتيجة سلبية واستمر التأخير، ينبغي استشارة الطبيب لمعرفة السبب الفعلي وراء التأخير.

هل يوجد أي حلول أو نصائح تساعد النساء في التعامل مع تأخر الدورة الشهرية؟
أولًا، إذا كانت الدورة الشهرية متأخرة بشكل غير معتاد، يجب على المرأة زيارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة، في بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب إلى وصف أدوية لتنظيم الدورة أو علاج المشكلة الأساسية مثل اضطراب الغدة الدرقية أو تكيس المبايض، أما بالنسبة للنصائح العامة، فأوصي دائمًا باتباع نمط حياة صحي يتضمن الآتي:
- ممارسة الرياضة بانتظام ولكن دون إفراط، حيث أن الرياضة تساعد في تحسين التوازن الهرموني.
- الحفاظ على وزن صحي، حيث أن زيادة أو نقص الوزن بشكل كبير يمكن أن يؤثر على الدورة الشهرية.
- إدارة التوتر من خلال تقنيات مثل اليوغا أو التأمل.
هل تأخر الدورة الشهرية يمكن أن يسبب زيادة في الوزن؟
نعم، تأخر الدورة الشهرية قد يرتبط بزيادة الوزن، خصوصًا إذا كان هناك اضطراب في الهرمونات، كما أن بعض الحالات مثل متلازمة تكيس المبايض تؤدي إلى زيادة الوزن نتيجة لارتفاع مستويات الأنسولين في الجسم، مما قد يزيد من صعوبة فقدان الوزن.
اقرأ ايضًا: هل تشعرين بتغيرات في جسدك؟ 9 علامات تشير إلى قرب انقطاع الدورة الشهرية
أخيرًا، ماذا يجب أن تفعل المرأة إذا لم تأتها الدورة الشهرية؟
إذا تأخرت الدورة الشهرية لفترة طويلة، يجب أن تتوجه المرأة إلى طبيب النساء والتوليد، خاصة إذا كانت الدورة الشهرية منتظمة في الماضي، في بعض الحالات، يمكن أن تكون المشكلة بسيطة ويتم علاجها بسهولة، لكن في حالات أخرى قد تتطلب تدخلات طبية خاصة. لا داعي للقلق، المهم هو التشخيص المبكر واتباع العلاج المناسب.