في تطور مقلق على صعيد سلامة الغذاء، أعلنت الهيئة الروسية لمراقبة المنتجات الزراعية والبيطرية “روس سيلخوز نادزور” عن اكتشاف بكتيريا الليستيريا الخطيرة في لحوم دواجن مستوردة من كازاخستان، مما دفعها لاتخاذ تدابير عاجلة لمنع انتشار المنتجات الملوثة في الأسواق الروسية، ووفقًا للبيان الرسمي المنشور على موقع الهيئة، فقد تم العثور على بكتيريا الليستيريا (Listeria monocytogenes) -المسببة لمرض داء الليستيريا- في عينات من لحوم الدواجن الموردة من شركة “ماكينسكايا” الكازاخستانية، وذلك خلال إجراءات الفحص الروتينية في جمهورية ألتاي الروسية، وأكدت الهيئة أنها قامت بمنع دخول المنتجات الملوثة للأسواق الروسية، مع إخطار جميع الجهات المستوردة لسحب المنتجات فورًا وعدم توزيعها، وذلك في إطار الإجراءات الوقائية لحماية المستهلكين من خطر العدوى.
ولم تقتصر الإجراءات الروسية على سحب المنتجات فحسب، بل أعلنت “روس سيلخوز نادزور” عن فرض رقابة مخبرية صارمة على جميع شحنات اللحوم القادمة من شركة “ماكينسك” الكازاخستانية، حيث سيتم فحص كل دفعة قبل السماح بدخولها إلى الأراضي الروسية، ومن جانبها، أعربت وزارة الزراعة الكازاخستانية عن استغرابها من عدم تلقيها إخطارًا رسميًّا بالنتائج المخبرية من السلطات الروسية، مشيرةً إلى أن قوانين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي تلزم الدول الأعضاء بالإبلاغ عن مثل هذه الحالات خلال 10 أيام.
ما هي بكتيريا الليستيريا؟
وتُعد بكتيريا الليستيريا من أخطر الملوثات الغذائية، حيث تسبب داء الليستيريات، وهو مرض معدٍ يؤثر على الجهاز العصبي المركزي والأعضاء التناسلية، كما يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لدى الحوامل، وكبار السن، والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، وتشير أحدث الأبحاث الطبية العالمية، مثل تلك التي نشرتها منظمة الصحة العالمية (WHO) ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، إلى أن هذه العدوى تنتقل عادة عبر تناول الأطعمة الملوثة غير المطهوة جيدًا، وخاصة اللحوم، ومنتجات الألبان غير المبسترة، والأجبان الطرية.
ووفقًا لتقرير حديث صادر عن المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض (ECDC)، فإن عدوى الليستيريا تشكل تهديدًا متزايدًا على الصحة العامة، حيث شهدت أوروبا وحدها زيادة بنسبة 20% في حالات الإصابة خلال السنوات الخمس الأخيرة، مع تسجيل معدل وفيات يصل إلى 30% بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.