في دراسة حديثة نُشرت بتاريخ 1 أبريل 2025 عبر موقع News-Medical، توصل باحثون من المعهد الوطني للسرطان بالولايات المتحدة إلى أن أنماط الوزن طوال الحياة – وتحديدًا السمنة في الطفولة والمراهقة – ترتبط بارتفاع كبير في خطر سرطان الكلى، خاصة في مرحلة البلوغ المتأخرة، وقد اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات أكثر من 138 ألف شخص بالغ، ضمن مشروع Cancer Prevention Study-II Nutrition Cohort، في واحدة من أكبر الدراسات الطولية التي تناولت علاقة الوزن المزمن بسرطان الكلى.
مؤشر كتلة الجسم ليس كافيًا وحده
أوضحت الدراسة أن الاعتماد فقط على مؤشر كتلة الجسم الحالي (BMI) لا يكفي لتقدير خطر سرطان الكلى، إذ أن أنماط الوزن المزمنة منذ الطفولة وحتى البلوغ لها تأثير تراكمي طويل الأمد، كما كشفت النتائج أن الأشخاص الذين حافظوا على وزن طبيعي طوال حياتهم كانوا أقل عرضة للإصابة مقارنةً بمن اكتسبوا وزنًا زائدًا مبكرًا أو بشكل تدريجي، وقد ركز الباحثون على خمس أنماط مختلفة من الوزن، ووجدوا أن نمط “الزيادة المستمرة” منذ الطفولة وحتى منتصف العمر هو الأكثر ارتباطًا بالإصابة.
آلية العلاقة بين السمنة وخطر سرطان الكلى
فسر العلماء هذا الرابط بأن الوزن الزائد المزمن قد يسبب التهابات منخفضة الدرجة في الجسم، ويؤثر على إفرازات الأنسولين وعوامل النمو الأخرى، وهو ما يزيد من احتمالية تطور الأورام السرطانية في الكلى، ووأشار الباحث الرئيسي في الدراسة، إلى أن: “هذه النتائج تبرز أهمية الحفاظ على وزن صحي منذ مراحل الطفولة، وليس فقط في مراحل لاحقة من الحياة، للحد من خطر سرطان الكلى”.
تعرف على: السمنة عند الأطفال تزيد مخاطر الانسداد الرئوي
الوقاية من خطر سرطان الكلى
من جانبهم، شدد الباحثون على ضرورة تطبيق سياسات صحية وقائية تستهدف تقليل السمنة في المراحل المبكرة من الحياة، عبر دعم الأنظمة الغذائية الصحية والتشجيع على النشاط البدني للأطفال والمراهقين، للحد من تطور الأمراض المزمنة لاحقًا، وأكدت الدراسة أن التدخل المبكر قد يكون أكثر فاعلية من محاولات خسارة الوزن في وقت متأخر، خاصةً فيما يتعلق بالوقاية من السرطان.