مازالت حمية الكيتو تحظى بشعبية متزايدة بين الباحثين عن إنقاص الوزن والفوائد الصحية الأخرى، وعلى الرغم من الجدل الدائر حول سلامتها واستدامتها، يصر الخبراء على أنها ليست مجرد صيحة عابرة، بل استراتيجية غذائية فعالة ستستمر في المشهد الصحي لفترة طويلة قادمة.
آراء الخبراء حول حمية الكيتو
يقول الدكتور إيريك ويستمان، أستاذ الطب الباطني في جامعة ديوك والمؤلف المشارك لكتاب “بروتوكول كيتو”، إن نظام الكيتو يمثل تحولًا جذريًا في فهمنا للتغذية، وأن تأثيراته الأيضية تتجاوز مجرد فقدان الوزن، حيث يمكن أن تحسن صحة الأوعية الدموية وتساعد في السيطرة على نسبة السكر في الدم، ويؤكد ويستمان أن حمية الكيتو قد تكون مناسبة للكثيرين وليس فقط للأشخاص الذين يعانون من صرع مقاوم للأدوية، وهو الاستخدام الطبي التقليدي لهذا النظام الغذائي.
الفوائد الصحية لحمية الكيتو
تشير الدراسات الحديثة إلى أن حمية الكيتو قد تقدم فوائد صحية متعددة، بما في ذلك تحسين مستويات الدهون في الدم وخفض ضغط الدم ومساعدة الجسم في مكافحة الالتهابات، كما أظهرت بعض الأبحاث أن هذا النظام الغذائي قد يكون مفيداً لمرضى السكري من النوع الثاني، حيث يمكن أن يساعد في خفض مستويات السكر في الدم وتقليل الاعتماد على الأدوية، بالإضافة إلى ذلك، هناك أدلة متزايدة على أن حمية الكيتو قد تكون مفيدة في علاج بعض الاضطرابات العصبية، مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون.
اقرأ أيضًا: نظام الكيتو الغذائي قد يحل محل أدوية السكري.. دراسة جديدة تستكشف الاحتمالات
المخاوف الصحية حول حمية الكيتو
على الجانب الآخر، يحذر بعض الخبراء من المخاطر المحتملة لحمية الكيتو خاصةً على المدى الطويل، حيث يشير الدكتور (ديفيد لودفيج) أستاذ التغذية في كلية تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد، إلى أن النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات بشكل مفرط قد يؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية الأساسية، مثل الألياف والفيتامينات والمعادن الموجودة في الحبوب الكاملة والفواكه، كما أن ارتفاع استهلاك الدهون وخاصةً الدهون المشبعة قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى ذلك، قد يواجه بعض الأشخاص آثاراً جانبية مثل “أنفلونزا الكيتو” وجفاف الفم والإمساك والصداع.
مستقبل حمية الكيتو
وعلى الرغم من الجدل المستمر يتفق معظم الخبراء على أن حمية الكيتو ستظل خيارًا غذائيًا شائعًا في المستقبل المنظور، مع توقع استمرار البحث العلمي في استكشاف فوائدها ومخاطرها، ويشير الدكتور (ويستمان) إلى أن التحدي يكمن في تطوير نسخ أكثر استدامة من حمية الكيتو، تجمع بين فوائد الكيتوزية والتوازن الغذائي الشامل، كما يتوقع الخبراء أن يتم دمج مبادئ حمية الكيتو في نهج غذائي أكثر مرونة، يمكن تكييفه وفقًا للاحتياجات الفردية والأهداف الصحية.