أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في الجهاز الهضمي، وعلى العكس من ذلك، فإن أولئك الذين يعانون من مشاكل مثل الارتجاع الحمضي، والارتجاع المعدي المريئي، والإسهال، والإمساك، والغثيان يميلون إلى الإصابة بالصداع المزمن بشكل أكبر، وقد تعتقد أن أدوية حرقة المعدة قد تساعدك في علاج الصداع النصفي، ومع ذلك، تشير دراسة جديدة إلى العكس، حيث إن الأدوية المستخدمة لتهدئة الجهاز الهضمي قد تزيد من احتمالية الإصابة بنوبات الصداع النصفي.
أدوية حرقة المعدة.. ارتفاع معدلات الصداع
وفي دراسة نشرت في مجلة (Neurology Clinical Practice)، استعرض الدكتور سلافين وزملاؤه بكلية الطب جامعة فلوريدا بيانات حوالي 12 ألف بالغ في الولايات المتحدة قدموا معلومات حول استخدامهم لأدوية حرقة المعدة وما إذا كانوا قد أصيبوا بنوبة صداع نصفي أو شديد في الأشهر الثلاثة الماضية، وكشف التحليل أن الأشخاص الذين استخدموا مثبطات مضخة البروتون لعلاج حرقة المعدة المزمنة كانوا أكثر عرضة بنسبة 70% للإصابة بنوبات الصداع النصفي أو الشديد مقارنة بالأشخاص الذين لم يستخدموا هذه الأدوية، وكان خطر الإصابة بالصداع أعلى بنسبة 40% أيضًا بين أولئك الذين يستخدمون أدوية حاصرات الهيستامين 2، وأعلى بنسبة 30% بين أولئك الذين يتناولون مضادات الحموضة الشائعة مثل تامز أو ألكا سيلتزر.
وتم وصف مثبطات مضخة البروتون في الدراسة بأنها أكثر أنواع أدوية الارتجاع الحمضي فعالية واستخدامًا، وهي أدوية تعمل عن طريق تقليل كمية حمض المعدة التي تنتجها الغدد الموجودة في بطانة المعدة، وتشمل: لانسوبرازول (بريفاسيد)، وأوميبرازول (بريلوسيك)، وبانتوبرازول (بروتونيكس)، ورابيبرازول (أسيفكس)، وإيزوميبرازول (نيكسيوم).
وتقول الدكتورة تيشاماي مونتيث، رئيسة قسم الصداع في كلية ميلر للطب بجامعة ميامي في فلوريدا، وزميلة الأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب: “يتناول العديد من الأشخاص هذه الأدوية، ويستمرون في تناولها لفترة طويلة جدًا، هذه الأدوية مفيدة، لكنها قد لا تحل محل التدخلات المتعلقة بنمط الحياة في الحالات الشائعة مثل مرض الارتجاع المعدي المريئي والتهاب المعدة”.
اقرأ أيضًا طبيب يوضح أسباب حرقة المعدة و 9 عادات للوقاية منها
كيف يمكن أن تؤثر أدوية حرقة المعدة على الصداع؟
ويؤكد سلافين وفريقه أن النتائج لا تثبت أن هذه الأدوية تزيد من خطر الإصابة بالصداع النصفي، بل إنها تظهر ارتباطًا فقط، ومع ذلك، هناك عدد من الآليات المحتملة التي قد تفسر لماذا قد تؤدي هذه الأدوية إلى زيادة خطر الإصابة بالصداع النصفي.
ويقول سلافين: “علاجات تثبيط الأحماض لها تأثيرات واسعة النطاق على هضم وامتصاص الأدوية الأخرى، فضلاً عن العناصر الغذائية الموجودة في طعامنا، وبمرور الوقت، قد تؤدي إلى تغيير الحالة الغذائية أو صحة ميكروبيوم الأمعاء، وهو ما يُعترف به بشكل متزايد بأنه يؤثر على صحتنا العصبية”.
ويضيف أن بعض الارتباط الذي لوحظ في هذه الدراسة قد يكون راجعًا إلى حقيقة أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي لديهم بالفعل معدلات أعلى من أمراض الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى ذلك، من المعروف أن مسكنات الألم مثل الإيبوبروفين أو تلك التي تحتوي على الكافيين تسبب اضطرابًا في المعدة، ما قد يؤدي إلى زيادة استخدام أدوية تثبيط الحمض.
اقرأ أيضًا 12 علامة على الإصابة بشلل المعدة.. ما علاقته بالسكري؟