كشفت دراسة حديثة عن ارتباط بين استخدام المضادات الحيوية في مرحلة الطفولة المبكرة وزياد الوزن، تُثير هذه النتائج تساؤلات حول تأثير المضادات الحيوية على صحة الأطفال على المدى البعيد، خاصة في ظل الاستخدام المنتشر لهذه الأدوية، خلال المقال سوف نوضح كيف تؤثر المضادات الحيوية المبكرة على وزن الأطفال.
ما هي الأسباب العلمية وراء زيادة وزن الجسم؟
تؤدي زيادة الوزن إلى التغيرات في ميكروبيوم الأمعاء الناتجة عن المضادات الحيوية المبكرة، هذه الأدوية تُدمر البكتيريا المفيدة التي تلعب دورًا في تنظيم التمثيل الغذائي ومنع تراكم الدهون، تُؤدي هذه التغيرات إلى:
- زيادة امتصاص الدهون: يُصبح الجسم أكثر كفاءة في تخزين الدهون بسبب اختلال توازن البكتيريا.
- التهاب مزمن: نقص البكتيريا النافعة يُسبب التهابًا منخفض المستوى في الأمعاء، مما يُعزز مقاومة الإنسولين، وهي خطوة أولية نحو السمنة.
- تغيرات هرمونية: تؤثر المضادات الحيوية على إنتاج هرمونات الأمعاء، مما يُزيد الشهية.
الرضع أكثر عرضة لهذه التأثيرات لأن ميكروبيومهم لا يزال في طور التكوين خلال السنتين الأوليين.
ما هي الآثار الصحية طويلة المدى لاستخدام المضادات الحيوية المبكرة؟
الآثار الصحية طويلة المدى تشمل الأتي:
- السمنة: الأطفال المعرضون للمضادات الحيوية المبكرة أكثر عرضة للسمنة، مما يزيد مخاطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
- أمراض القلب: زيادة الوزن المرتبطة بالمضادات تُساهم في ارتفاع الكوليسترول وضغط الدم في مرحلة البلوغ.
- اضطرابات المناعة: اختلال ميكروبيوم الأمعاء يُضعف المناعة، مما يزيد الإصابة بالحساسية أو الربو.
- مشكلات نفسية: السمنة المبكرة قد تؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس واضطرابات نفسية.
هذه الآثار تُبرز أهمية الحد من الاستخدام غير الضروري للمضادات الحيوية في الطفولة المبكرة.
تعرف على: الإصابة بمرض الربو.. دراسة تكشف تأثير المضادات الحيوية على الأطفال
كيف يمكن تقليل مخاطر المضادات الحيوية المبكرة؟
للحد من تأثير المضادات الحيوية المبكرة على الوزن والصحة العامة، يُنصح باتباع الإرشادات التالية:
- الاستخدام المدروس: تجنب وصف المضادات الحيوية للعدوى الفيروسية مثل نزلات البرد، حيث تُستخدم بشكل غير ضروري في الكثير من الحالات.
- استشارة الطبيب: استشر طبيب الأطفال قبل استخدام المضادات الحيوية، خاصة للرضع تحت سن السنتين.
- التغذية الصحية: نظام غذائي غني بالألياف يدعم استعادة ميكروبيوم الأمعاء ويُقلل تراكم الدهون.
- النشاط البدني: تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة لمدة 60 دقيقة يوميًا يُقلل مخاطر السمنة.
- دعم الميكروبيوم: إعطاء الأطفال البروبيوتيك أثناء وبعد العلاج بالمضادات يُعيد توازن البكتيريا.