صرح الدكتور جمال أبو السرور، أستاذ النساء والتوليد بجامعة الأزهر الشريف ورئيس الجمعية المصرية للخصوبة والعقم، أن نسبة الولادات القيصرية عالميًا وصلت إلى 21%، إذ أنها تفوق المعدل الموصى به (10-15%)، في حين أن ارتفاع معدلات القيصرية غير الضرورية يرتبط بزيادة المخاطر الصحية للأمهات والأطفال، بما في ذلك معدلات الوفيات.
أضرار الولادة القيصرية
وأشار أستاذ النساء، فى تصريح خاص لـ”شهد كلينك”، إلى أن الولادة القيصرية، على الرغم من ضرورتها في بعض الحالات الطبية، لكنها قد ترتبط بعدة مضاعفات صحية لكل من الأم والطفل، ومن أبرزها تعرضهما للتخدير ، حيث أن التخدير الكامل أو الجزئي اللازم للولادة القيصرية قد يؤدي إلى مضاعفات، مثل مشكلات التنفس واضطرابات ضغط الدم.
وأضاف، أنه من بين المضاعفات التعرض للنزيف الحاد وهو أحد أخطر المضاعفات التي قد تواجه الأم أثناء الجراحة أو بعدها، وقد يستدعي تدخلا طبيا فوريا.
كما أن الولادات القيصرية المتكررة تزيد من احتمالية الإصابة بالمشيمة المتوغلة، وهي حالة خطيرة قد تسبب نزيفا حادا يهدد حياة الأم، والتهابات الجرح والجهاز التناسلي، بحسب الطبيب.
وفي المقابل، شدد “أبو السرور” على أن الولادة الطبيعية تقدم فوائد كبيرة لصحة الأم والطفل، ومنها تقليل الحاجة لدخول الحضانات، منوها إلى أنه وفقا لتقارير اليونيسف، فالأطفال الذين يولدون طبيعيا أقل عرضة لمشكلات التنفس أو الحاجة إلى حضانات.
وأشار إلى أن الولادة الطبيعية تسهل الرضاعة بشكل سريع، ما يعزز المناعة الطبيعية للطفل، كما أنها تساعد على تعزيز الروابط النفسية والعاطفية بين الأم والطفل منذ اللحظات الأولى.
واختتم جمال أبو السرور تصريحاته، بالدعوة إلى زيادة الوعي الطبي وتوعية الأمهات بضرورة اختيار نوع الولادة بناء على المشورة الطبية الدقيقة، وأيضًا التوعية حول أضرار الولادة القيصرية، داعيا إلى توفير الرعاية الطبية المناسبة وضمان وجود فريق طبي مؤهل للتعامل مع مضاعفات الولادة القيصرية في حال إجرائها، ومؤكدا على أن اتخاذ القرار بشأن نوع الولادة يجب أن يعتمد على الحالة الصحية لكل من الأم والطفل، مع التشديد على أهمية الفحوصات والمتابعة الطبية الدقيقة.