في تطور علمي مثير، أعلن باحثون من جامعة واشنطن في سانت لويس عن تطوير اختبار جديد يكشف التغيرات الجينية المرتبطة بالمواد الكيميائية المسرطنة، يُعد هذا الإنجاز، الذي نُشر في 10 أبريل 2025، خطوة كبيرة في مكافحة السرطان، حيث يساعد في تحديد المواد الضارة قبل أن تتسبب في أضرار لا رجعة فيها، تُظهر الدراسة، التي أُجريت في الولايات المتحدة، أن هذا الاختبار يمكنه اكتشاف التغيرات الإبيجينية بدقة عالية، مما يفتح آفاقًا جديدة للوقاية من السرطان وتطوير علاجات مبتكرة.
آلية عمل اختبار التغيرات الجينية
يعتمد الاختبار الجديد، الذي طوره فريق بقيادة البروفيسور ين لي من جامعة واشنطن، على تقنية متطورة لتحليل التغيرات الإبيجينية الناتجة عن التعرض للمواد الكيميائية المسرطنة، تُظهر هذه التغيرات كيف تؤثر المواد الضارة على تنظيم الجينات دون تغيير تسلسل الحمض النووي، وفقًا للدراسة، يمكن للاختبار كشف التغيرات الجينية في غضون ساعات، مقارنة بالأسابيع التي تتطلبها الطرق التقليدية، يُجرى هذا البحث في مختبرات جامعة واشنطن، مما يجعله أداة واعدة للكشف المبكر عن المخاطر المرتبطة بالسرطان.
تعرف على: طفرة جينية خطيرة تُسرّع انتشار سرطان الدم
أهمية كشف التغيرات الجينية في مكافحة السرطان
تُشير الإحصائيات إلى أن المواد الكيميائية المسرطنة، مثل البنزين والفورمالدهيد، تُسبب ما يصل إلى 20% من حالات السرطان المرتبطة بالبيئة في الولايات المتحدة، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يساعد الاختبار الجديد في تحديد هذه المواد في مراحل مبكرة، مما يتيح للسلطات الصحية اتخاذ تدابير وقائية، كما يُقلل من الحاجة إلى تجارب طويلة الأمد على الحيوانات، التي تُكلف ملايين الدولارات سنويًا، يُعد هذا النهج ثورة في تقييم السلامة الكيميائية، حيث يوفر وقتًا وموارد، مع تعزيز مكافحة السرطان.
تأثير الاختبار على الصناعات والصحة العامة
يمتد تأثير هذا الاختبار إلى الصناعات الكيميائية والصيدلانية، حيث يمكن استخدامه لفحص المنتجات قبل طرحها في الأسواق، في الولايات المتحدة، يتعرض ملايين العمال سنويًا لمواد كيميائية محتملة التسرطن، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان بنسبة 15% مقارنة بالسكان العاديين، حسب تقارير معهد السرطان الوطني، يُمكن أن يُسهم الاختبار في تقليل هذه المخاطر من خلال الكشف المبكر عن التغيرات الجينية، مما يحمي العمال ويحسن معايير السلامة في بيئات العمل.
تحديات وتطلعات مستقبلية
على الرغم من الإمكانيات الهائلة، يواجه الاختبار تحديات، مثل الحاجة إلى توسيع نطاق التجارب لتشمل مجموعة أوسع من المواد الكيميائية، يُخطط فريق البحث في جامعة واشنطن لتطوير نسخة أكثر شمولية من الاختبار بحلول عام 2027، كما يُثير الخبراء تساؤلات حول كيفية دمج هذا الاختبار في الأنظمة التنظيمية العالمية، ومع ذلك، يبقى الأمل قائمًا في أن يُحدث هذا الإنجاز نقلة نوعية في مكافحة السرطان، من خلال تعزيز الوقاية والكشف المبكر عن المخاطر البيئية.