في اكتشاف علمي جديد قد يعيد تشكيل مستقبل وسائل منع الحمل، أظهرت دراسة حديثة أجراها فريق من كلية الطب “بجامعة ييل” وجود صلة محتملة بين العوامل الجينية وزيادة الوزن وفشل وسائل منع الحمل لدى بعض النساء، وهذه النتائج، تفتح الباب أمام تطوير وسائل منع حمل مصممة خصيصا لتناسب البصمة الجينية لكل امرأة.
وسائل منع الحمل.. الأقراص وزيادة الوزن
ورغم شيوع الاعتقاد بأن أقراص منع الحمل تزيد الوزن، إلا أن الأبحاث السابقة لم تتمكن من تأكيد ذلك علميا، لكن الدراسة الجديدة تشير إلى أن استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية، خاصة تلك التي تحتوي على هرمون البروجستين الصناعي، قد يؤدي إلى زيادة الوزن لدى بعض النساء اللاتي يحملن متغيرًا جينيًا معينا.
وشملت الدراسة 276 امرأة يستخدمن غرسات تحتوي على “إيتونوجيستريل”، وهو نوع من البروجستين، حيث وجد الباحثون أن النساء اللاتي يحملن متغيرا في جين (ESR1) كن أكثر عرضة لزيادة الوزن.
وأوضح الدكتور آرون لازورويتز، أستاذ طب التوليد وأمراض النساء في جامعة ييل، أن هذه النتائج تعكس تأثير الاختلافات الجينية على تفاعل الجسم مع وسائل منع الحمل الهرمونية، ما يفسر التفاوت في ردود فعل النساء تجاه هذه الوسائل.
والدراسة لم تتوقف عند زيادة الوزن، بل كشفت عن علاقة بين طفرة جينية في جين (CYP3A7) وسرعة التمثيل الغذائي لهرمون الإيتونوجيستريل، ما يؤدي إلى خروج الهرمون من الجسم قبل أن يمنع التبويض حيث تحمل حوالي 5% من النساء هذه الطفرة، ما يزيد من احتمالية فشل وسائل منع الحمل لديهن، وأشار الباحثون إلى أن هذه النتائج قد تكون قابلة للتطبيق على أنواع أخرى من وسائل منع الحمل، بما في ذلك الأقراص الهرمونية.
وأكدت الدكتورة ميشيل غريفين، طبيبة أمراض النساء والتوليد، أن هذه الاكتشافات تمثل خطوة نحو تصميم وسائل منع حمل شخصية تراعي الفروقات الجينية، وأضافت أن التكنولوجيا الحديثة قد تجعل من الممكن تقليل الآثار الجانبية وزيادة كفاءة وسائل منع الحمل، ما يعزز تجربة النساء مع هذه الوسائل.