أعلنت وزيرة الصحة بجنوب السودان، يولاندا أويل دنج، عن بدء حملة تطعيمات واسعة النطاق للتصدي لتفشي مرض الكوليرا الذي أودى بحياة 32 شخصًا منذ أواخر أكتوبر الماضي، فيما سُجلت أكثر من 2555 إصابة، يشكل الأطفال 70% منها، وفي بيان رسمي، دعت الوزيرة السكان وقادة المجتمع إلى التعاون مع الكوادر الصحية لإنجاح الحملة. وقالت: “التطعيم هو الخطوة الأهم في حماية السكان، ويجب اتخاذ كل التدابير الممكنة لمنع انتشار الكوليرا في البلاد.”
ومن جانبها أكدت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في جنوب السودان، أنيتا كيكي جيبيهو، أن التصدي لتفشي الكوليرا يتطلب نهجًا متكاملًا يتجاوز القطاع الصحي.
وأضافت: “تلتزم الأمم المتحدة بدعم جهود حكومة جنوب السودان من خلال تعزيز التنسيق، وضمان الشفافية في مشاركة البيانات، وتوفير استجابة فعالة”، وضمن هذا الإطار، قامت الأمم المتحدة بتدريب ونشر فرق استجابة سريعة، ونقلت 22 طنًا من الإمدادات الطبية إلى المناطق الأكثر تضررًا، مثل مقاطعات رينك، ملكال، جوبا، وبنتيو.
كما تشمل الجهود توزيع أقراص تنقية المياه، محاليل الإماهة الفموية، والصابون لتحسين إمدادات المياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى بث رسائل توعوية عبر الراديو وزيارات، ووفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، من المتوقع أن يتم تطعيم نحو 150 ألف شخص في مقاطعة رينك بجرعات من اللقاح المضاد لمرض الكوليرا، والتي تم تأمينها بدعم دولي.
كما يجري شحن مليون جرعة إضافية لتوزيعها في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك العاصمة جوبا، لضمان وصول الحماية إلى أكبر عدد ممكن من السكان، ومنذ بدء تفشي المرض في أكتوبر 2024، سُجلت 2555 حالة إصابة بالكوليرا، غالبيتها بين الأطفال، مع وفاة 32 شخصًا، ويشكل ضعف البنية التحتية الصحية وتردي خدمات المياه والصرف الصحي تحديًا كبيرًا في احتواء مرض الكوليرا.
ودعت وزيرة الصحة السكان إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية، مثل شرب المياه المعالجة، وغسل اليدين بانتظام، وتلقي التطعيمات، وأكدت أن الحكومة، بالتعاون مع الأمم المتحدة وشركائها، تعمل على تعزيز التواصل مع المجتمع لضمان نشر الوعي حول سبل الوقاية.
ويعد مرض الكوليرا تهديدًا صحيًا عالميًا، حيث يرتبط بظروف المياه غير النظيفة وسوء الصرف الصحي، وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن تحسين النظافة، وزيادة الوعي المجتمعي، والتطعيم الشامل هي أدوات رئيسية لاحتواء تفشي المرض.
مع استمرار الجهود الحثيثة في جنوب السودان، تأمل السلطات الصحية والمنظمات الدولية أن تسهم هذه الحملة في تقليل الإصابات وإنقاذ الأرواح، في ظل تحديات صحية وإنسانية متزايدة.