يعد التنمر عند الأطفال ظاهرة شائعة بين طلاب وتلاميذ المدارس، وتنبع غالبًا مما يشاهدونه على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يقلد الأطفال هذه السلوكيات بشكل أعمى في غياب التوجيه والردع من الآباء والأمهات، وهذا التقليد العشوائي أسهم في تفاقم هذه الآفة المجتمعية الخطيرة، ويصنف التنمر كأحد أشكال العنف الذي يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال ضد طفل آخر، وغالبًا بسبب اختلافه عنهم في شيء معين، سواء كان ذلك ميزة أو عيبًا، وقد يأخذ التنمر أشكالًا متعددة، مثل نشر الشائعات، والإزعاج المستمر، والإيذاء البدني أو اللفظي، أو حتى عزله عن مجموعتهم بسبب اختلافه عنهم في بعض الأمور.
التنمر عند الأطفال
معظم الأطفال يتعرضون إلى التنمر والمضايقات سواء من الأصدقاء أو حتى من الإخوة، ويستخدم المتنمرون قواهم الجسدية مثل الضرب، أو التلاعب النفسي والمضايقة لزملائهم بالألفاظ والسخرية، أو اجتماعيًا مثل التجاهل واستبعاده من اللعب معهم أو نشر شائعات مغلوطة عنه، وقد يترتب على ذلك آثار نفسية سيئة قد يصعب علاجها على الطفل المتنمر عليه، وهي أنه يمكن أن يفقد الطفل ثقته بنفسه ويصبح انطوائيًا ولا يريد اللعب أو الحديث مع زملائه.
اقرأ أيضًا ٧ نصائح للتعامل مع تعرض طفلك للتنمر
ويكون لديه خوف من مواجهة المجتمع في الكبر والخجل الاجتماعي، وقد يصاب بالاكتئاب ويصل إلى مراحل متأخرة، وأحيانًا يؤدي إلى الانتحار إذا لم يتم علاجه، ودور الوالدين مهم جدًا في تخطي هذه المرحلة، وعلى الأم والأب سماع أبنائهم دون التسرع بالحكم عليهم، ويجب إعطاؤهم فرصة ليتحدثوا عن ما يحدث مع زملائهم.
وأن نحاول أن نستمع للطفل أطول فترة ممكنة، ولا نقول له: “لماذا لم تخبرني من قبل ما سبق؟!”
وأن لا نستخدم اللوم للطفل، وأن نظهر له تعاطفنا معه واهتمامنا بالأمر، ويجب أيضًا ألا نظهر التوتر أو الغضب، وأن نسمع منه كل شيء ثم نتصرف بحكمة.
أما إذا علمنا أن الطفل هو الذي يتنمر على أصدقائه في المدرسة، فعلينا أن نعلم أن هناك خللًا ومشكلة ما في تربيتك لطفلك عليك حلها، فمعظم أولياء الأمور يرفضون التعامل مع المشكلة بجدية، وأحيانًا يرفض ولي الأمر أن يصدق أن ابنه متنمرًا ويقوم بالدفاع عنه حتى في الخطأ، وهذه سقطة جسمية في التربية.
فيجب أن نتحدث معه عن التنمر، وعن أنه خلق وسلوك غير مقبول نهانا عنه ديننا الإسلامي وكل الأديان، بالإضافة إلى أن نستمع إليهم جيدًا، ونحاول أن نعرف منه هل تعرض للتنمر من قبل، وأن نحاول أن نتسم بالهدوء في الحديث، وألا نستخدم الضرب حتى تستطيع حل المشكلة.
ولابد أن نكون أكثر حزمًا معه إذا عاد للتنمر مرة أخرى، وأن نظهر له تقديرنا لأي سلوك إيجابي قام به، وتحدث معه عن تقديرك لتطور شخصيته، ونقوم بتشجيعه على المشاركة في لعبة رياضية جديدة مثلاً، واستخدام معه أسلوب المكافأة والتعزيز.
ومن المهم تعليم الطفل قيمة الاعتذار لزميله الذي تعرض للتنمر، مع مراعاة مشاعره والتأكيد على أهمية الاحترام المتبادل، كما يجب متابعة سلوك الطفل عن قرب ولكن بطريقة غير مباشرة، للتأكد من تحسنه واستجابته للنصائح، أما إذا استمر في ممارسة التنمر رغم الجهود المبذولة، فإن الحل الأمثل هو استشارة طبيب نفسي أو خبير تربوي لتقديم الدعم اللازم ومعالجة المشكلة من جذورها.
اقرأ أيضًا صحة الأطفال العقلية.. 40 % من الأمريكيين يشعرون بالقلق لقلق أبنائهم