أكد الدكتور باسم ظريف، استشاري أمراض القلب بمعهد القلب القومي المصري، أن الضغط النفسي والغضب الشديد والحزن العميق يشكلون عوامل خطيرة قد تؤدي إلى أزمات قلبية حادة، مشددًا على أهمية دعم الأسرة في التعامل مع هذه المواقف، وأوضح، أن الأبحاث الطبية العالمية الحديثة أثبتت أن الضغط النفسي والعاطفي يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة كبيرة، حيث يؤدي الغضب الشديد إلى ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم، وتسارع نبضات القلب، وزيادة مستوى هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين، ما يجعل القلب في وضع غير مستقر.
متلازمة القلب المنكسر.. الأزمات النفسية
وأضاف، أن الأزمات النفسية الناتجة عن فقدان أحد الشريكين أو الحزن العميق تمثل تهديدًا كبيرًا لصحة القلب، لافتًا إلى أن هناك ما يعرف بمتلازمة القلب المنكسر، وهي حالة حادة تحدث نتيجة الإجهاد النفسي المفاجئ، وقد تؤدي إلى قصور في وظائف القلب يشبه الأزمات القلبية، ويمكن أن تكون مميتة إذا لم يتم التعامل معها بسرعة.
اقرأ أيضًا احذر الانفعال.. تأثير الغضب قد يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب
أهمية الدعم الأسري
وشدد “ظريف” على أهمية الدعم الأسري في مساعدة المرضى على تجاوز الأزمات النفسية واستعادة حياتهم الطبيعية، موضحًا أن غياب هذا الدعم قد يفاقم الحالة النفسية، ويحول دون تعافي المرضى بشكل كامل.
وقال إن الدعم العاطفي من الأسرة يعتبر علاجًا نفسيًا مهمًا يساهم في تقليل تأثير الضغوط النفسية على الصحة القلبية، بالإضافة إلى أهمية الاستشارة الطبية والنفسية عند ظهور أعراض مثل تسارع ضربات القلب، ضيق التنفس، أو آلام الصدر خلال فترات التوتر الشديد.
ولفت إلى دراسة نشرتها مجلة (Journal of the American Heart Association)، تشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من ضغوط نفسية مستمرة تزيد لديهم احتمالية الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 40%، كما أوضحت دراسة أجريت في جامعة هارفارد أن نوبات الغضب العنيفة تضاعف خطر الإصابة بالأزمات القلبية في غضون ساعتين من الحادثة.
نصائح مهمة
ونصح “ظريف” بتبني استراتيجيات صحية لتقليل التأثير السلبي للضغوط النفسية على القلب، ومنها ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، تعلم تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق، تجنب العزلة الاجتماعية واللجوء إلى العائلة أو الأصدقاء عند الشعور بالحزن، وطلب المساعدة النفسية عند الحاجة.
واختتم “ظريف” تصريحاته، قائلًا إن الحفاظ على صحة القلب لا يتعلق فقط بتجنب الأطعمة الدسمة أو التدخين، بل يمتد ليشمل إدارة التوتر والعواطف، فالقلب ليس مجرد عضو عضلي، بل هو مرآة للحالة النفسية والعاطفية للإنسان.
اقرأ أيضًا تضخم القلب وأسبابه.. استشاري يقدم نصائح هامة للتعامل معها