أعلنت الولايات المتحدة، عن أول حالة إصابة بشرية خطيرة بإنفلونزا الطيور لدى أحد سكان لويزيانا، والذي نُقل إلى المستشفى في حالة حرجة، وذلك بعد الاشتباه في اتصاله بقطيع طيور مصاب في فناء منزله، وذلك وفقًا لما ذكره موقع وكالة “رويترز”، كما أعلنت ولاية كاليفورنيا حالة الطوارئ بعد تفشي إنفلونزا الطيور (H5N1) في 645 مزرعة ألبان، مما يجعلها الأكثر تضررًا في الولايات المتحدة.
إنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة
وأكد حاكم الولاية، غافن نيوسوم، أن هذا القرار يهدف إلى توفير الموارد اللازمة لاحتواء تفشي إنفلونزا الطيور السريع، والذي يشكل تهديدًا متزايدًا، وأشار إلى أن الخطر على السكان لا يزال منخفضًا حاليًا، لكنه شدد على اتخاذ كل التدابير الممكنة لمنع انتشار الفيروس إلى البشر، خصوصًا بعد تسجيل أول حالة إصابة بشرية شديدة في لويزيانا.
ووفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية، ارتفع عدد القطعان المصابة في 16 ولاية إلى 865 قطيعًا منذ بداية العام، وكانت كاليفورنيا وحدها قد شهدت نصف الإصابات خلال الثلاثين يومًا الماضية، وأكدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إصابة 61 شخصًا بالفيروس، معظمهم نتيجة التعرض للحيوانات المصابة، بينما تبقى مصادر العدوى لبعض الحالات مجهولة.
ودقت دراسة حديثة، نُشرت في مجلة (Science Translational Medicine)، ناقوس الخطر بشأن احتمال تحور الفيروس ليصبح أكثر قدرة على الانتقال بين البشر، ووجد الباحثون أن طفرة جينية واحدة في بروتين الهيماغلوتينين (HA)، والمعروفة باسم (Gln226Leu)، قد تجعل الفيروس قادرًا على الارتباط بمستقبلات خلايا الجهاز التنفسي البشري، مما يرفع من خطر اندلاع جائحة عالمية.
وصرحت منظمة الصحة العالمية أن حالات الإصابة البشرية بفيروس H5N1 نادرة حتى الآن، لكنها أكدت أن كل إصابة تعد فرصة لتحور إنفلونزا الطيور وزيادة قدرته على الانتقال، وأوصت بزيادة المراقبة واختبار الحيوانات والبشر في المناطق الموبوءة، خاصة بعد أن أظهرت البيانات أن الفيروس يستهدف بشكل متزايد الأبقار والطيور.
وقد اتخذت وزارة الزراعة الأمريكية إجراءات جديدة تشمل اختبار عينات الحليب الخام من المزارع المشتبه بها لضمان سلامة الإمدادات الغذائية. وفي كاليفورنيا، أُطلق أكبر برنامج وطني للاختبار والمراقبة، حيث تُعد صناعة الألبان هناك الأكبر في البلاد
وتظهر الدراسات أن تفشي الفيروس بين البشر قد يتفاقم إذا تبادل الجينات مع فيروسات الإنفلونزا الموسمية. وتشير التقارير إلى أن 58% من الإصابات البشرية بالفيروس كانت بسبب التعامل مع الماشية، بينما ارتبطت 36% بالطيور المصابة، مما يزيد من احتمالية انتقال الفيروس بين الأنواع المختلفة.
ويحذر العلماء من أن تحول فيروس (H5N1) إلى سلالة قادرة على الانتقال بين البشر قد يكون مسألة وقت إذا لم تُتخذ تدابير صارمة، ودعت منظمة الصحة العالمية إلى تعزيز أنظمة المراقبة وتطوير لقاحات جديدة تحسبًا لأي طارئ.