في عالمنا المعاصر، يعاني العديد من الأشخاص من مشكلات متكررة مثل الصداع الناتج عن التوتر، والذي يعيق حياتهم اليومية.
قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن العلاج بالروائح العطرية، يعتبر من بين الأساليب الطبيعية التي أثبتت فعاليتها في تخفيف هذه الأعراض، حيث يساعد في تقليل التوتر والضغط النفسي، ويعزز الاسترخاء البدني والعقلي، مموضحًا أن هذا العلاج يعتمد على استخدام الزيوت الأساسية المستخلصة من النباتات، والتي تحتوي على مركبات فعّالة يمكن أن تؤثر إيجابًا على الصحة العامة.
التوتر النفسي
وأشار إلى أن الصداع التوتري هو من أكثر أنواع الصداع شيوعًا، ويحدث غالبًا نتيجة للتوتر النفسي أو الضغط الناتج عن العمل أو الإجهاد العضلي، لافتًا إلى أن هذا النوع من الصداع عادة ما يتسبب في شعور الشخص بألم خفيف إلى متوسط، وقد يصاحبه ضغط في الجبهة أو الرقبة أو حتى في فروة الرأس، منوهًا بأن العلاج بالروائح العطرية من البدائل الطبيعية التي تسهم في تخفيف تلك الأعراض.

الزيوت العطرية
ولفت “هندي”، إلى أن الزيوت الأساسية مثل زيت اللافندر، والنعناع، والأوكالبتوس، تعمل على استرخاء العضلات، وتحسين الدورة الدموية، وتقليل مستويات القلق.
اقرأ أيضًا: تحذير من أضرار العطور المزيفة.. قد تسبب سرطان الكبد
وعلى سبيل المثال في هذا السياق، يحتوي زيت اللافندر على مركب “اللينالول” الذي يعمل على تهدئة الجهاز العصبي، ويقلل من مستويات القلق، في المقابل، يعزز زيت النعناع من تدفق الدم، ويعطي إحساسًا بالبرودة يساعد على تخفيف توتر العضلات والصداع، كما يُستخدم زيت الأوكالبتوس في حالات الصداع المرتبط بالجيوب الأنفية، حيث يعمل على تطهير الممرات الأنفية وتخفيف الالتهابات.
تخفيف أعراض الصداع التوتري
دراسات عديدة أظهرت فعالية العلاج بالروائح العطرية في تخفيف أعراض الصداع التوتري، سواء من خلال الاستنشاق أو من خلال التطبيق الموضعي على مناطق الصداع مثل الجبهة والرقبة، إذ يمكن للزيوت الأساسية أن تعمل على تقليل الألم وتحسين الدورة الدموية في المنطقة المتأثرة، مما يعزز التخفيف السريع من الأعراض، كما أظهرت الأبحاث أن استخدام هذه الزيوت في تدليك بسيط يمكن أن يساهم في تعزيز الاسترخاء وتقليل حدة التوتر، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن كلية الطب بجامعة هارفارد الأمريكية.
اقرأ أيضًا: هل العطور تسبب ضيق التنفس والتهابات الرئة؟
وأضاف استشاري الصحة النفسية، أن العلاج بالروائح العطرية يتميز أيضًا بتأثيراته المتعددة التي تشمل تحسين جودة النوم، وتقليل مشاعر القلق، وتهدئة الأعصاب، علاوة على أن العديد من الزيوت العطرية تعمل على تحفيز الجسم على إفراز الهرمونات المهدئة مثل السيروتونين، مما يساهم في تعزيز الشعور بالراحة العامة، لذلك، يمكن أن يصبح العلاج بالروائح العطرية جزءًا من روتين العناية الذاتية اليومية.

طرق العلاج بالروائح العطرية
وبالإضافة إلى فوائدها الصحية، يعد العلاج بالروائح العطرية خيارًا اقتصاديًا وسهل الوصول، حيث تتوافر الزيوت العطرية في الأسواق بأسعار معقولة، ويمكن استخدامها في المنزل بطرق متعددة مثل الاستنشاق أو تدليك الجسم أو استخدام الكمادات الساخنة أو الباردة، هذا العلاج لا يتطلب تجهيزات معقدة، مما يجعله حلاً عمليًا للكثير من الأشخاص الذين يعانون من الصداع والتوتر.
وعلى الرغم من الفوائد العديدة لهذا العلاج الطبيعي، فإن هناك بعض التحديات المتعلقة به، مثل غياب المعايير الموحدة لجودة الزيوت العطرية ووجود أدلة علمية محدودة تدعم فعاليته بشكل قاطع.