تكيس المبايض هو اضطراب هرموني شائع يؤثر على صحة العديد من النساء حول العالم، ويعد من الأسباب الرئيسية لاضطرابات الدورة الشهرية وتأخر الحمل، وتعاني الكثير من المصابات بهذه الحالة من أعراض متنوعة تشمل انقطاع الدورة الشهرية لفترات طويلة، أو حدوث نزيف حاد غير طبيعي نتيجة تراكم بطانة الرحم، وبالإضافة إلى ذلك، يعاني بعضهن من زيادة نمو الشعر في أماكن غير مألوفة مثل الوجه والصدر والبطن، كما يظهر حب الشباب بسبب زيادة هرمونات الأندروجين، وتواجه بعض النساء أيضًا صعوبة في فقدان الوزن، مع تراكم الدهون خصوصًا في منطقة البطن.
أسباب تكيس المبايض
ولا يعتبر تكيس المبايض حالة طارئة أو عرضية، بل هو اضطراب هرموني مزمن يكون ناتجًا عن عدة أسباب، من أبرزها العوامل الوراثية؛ إذ إن التاريخ العائلي للإصابة قد يزيد من خطر حدوثه، كما تعد مقاومة الأنسولين أحد العوامل المؤثرة في تكيس المبايض، وتؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمونات الأندروجين، ما يساهم في زيادة نمو الشعر وحب الشباب، بالإضافة إلى ذلك، يسبب اختلال التوازن الهرموني في الجسم، مثل زيادة هرمونات الذكورة أو انخفاض مستوى هرمون البروجستيرون، اضطرابًا في الدورة الشهرية وتأخر الحمل.
تشخيص تكيس المبايض
تشخيص تكيس المبايض يتطلب مزيجًا من الفحوصات الطبية التي تهدف إلى تحديد الأعراض والتأكد من وجود اضطرابات هرمونية، كما أنّ الفحص السريري هو الخطوة الأولى، إذ يتم تقييم الأعراض المرئية مثل زيادة نمو الشعر وحب الشباب، وبعدها يتم إجراء اختبارات الدم للكشف عن مستويات الهرمونات المختلفة في الجسم، وفي بعض الحالات، يوصي الطبيب بإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية (السونار) للكشف عن وجود تكيسات على المبايض، ما يساعد في التأكد من تشخيص الحالة وتحديد العلاج الأنسب.
طرق علاج تكيس المبايض
على الرغم من أن تكيس المبايض يعتبر حالة مزمنة، إلا أن هناك العديد من العلاجات التي تساعد في التخفيف من الأعراض وتحسين جودة الحياة، ومن أهم هذه العلاجات تعديل نمط الحياة، والذي يشمل اتباع نظام غذائي صحي منخفض السعرات الحرارية وممارسة الرياضة بانتظام، أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فقد تشمل الخيارات تناول حبوب منع الحمل لتنظيم الدورة الشهرية، بالإضافة إلى أدوية مثل الميتفورمين لتحسين استجابة الجسم للأنسولين، وفي حال الرغبة في الحمل، يلجأ الطبيب إلى أدوية تحفيز الإباضة، وأيضًا في الحالات الشديدة، يتطلب الأمر العلاج الجراحي لإزالة التكيسات أو تقليل حجمها لتحسين التبويض
أهمية التشخيص المبكر والعلاج المناسب
التشخيص المبكر لتكيس المبايض أمر بالغ الأهمية في الوقاية من المضاعفات المستقبلية، فإذا كنتِ تشعرين بأي من الأعراض المذكورة، من المهم أن تستشيري الطبيب في أقرب وقت لتشخيص الحالة والبدء في العلاج المناسب، وتذكري أن التغييرات في نمط الحياة تلعب دورًا كبيرًا في التخفيف من الأعراض وتحسين الصحة العامة، ومن خلال العلاج المتكامل والتوجيه الطبي، يمكن للنساء المصابات بتكيس المبايض أن يتمتعن بحياة صحية وأكثر توازنًا.