كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من مركز «جونز هوبكنز» للأطفال في الولايات المتحدة عن طريقة رقمية مبتكرة يمكن أن تساعد الآباء في الحد من السمنة لدى الأطفال في السنوات الأولى من حياتهم. وتكتسب هذه النتائج أهمية كبيرة، إذ إنها تقدم حلاً وقائيًا فعّالًا ضد سمنة الطفولة المبكرة، وهي مرحلة حرجة تؤثر على صحة الأطفال مدى الحياة.
تأثير السمنة في الطفولة وأهمية الوقاية المبكرة
تُعد السمنة في الطفولة المبكرة مشكلة صحية خطيرة، تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية. وتشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يعانون من السمنة في المراحل الأولى من حياتهم يكونون أكثر عرضة للإصابة بها في المستقبل، ما يجعل الوقاية المبكرة ضرورة صحية.
الطريقة الرقمية المبتكرة.. كيف تعمل؟
اعتمد الباحثون على أسلوب رقمي يجمع بين الإرشاد التقليدي وجلسات المشورة في العيادات وبين استخدام رسائل نصية مخصصة وتفاعلية تُرسل للآباء كل أسبوعين. تهدف هذه الرسائل إلى تشجيعهم على تبني عادات صحية، مثل تقليل استهلاك المشروبات السكرية وزيادة النشاط البدني لأطفالهم، كما تتضمن تذكيرات ومتابعات فورية حول التقدم المحرز.
انخفاض ملحوظ في نسب السمنة
تابع الباحثون نحو 900 أسرة من أكتوبر 2019 إلى يناير 2022 في ست مؤسسات طبية أكاديمية. قُسم المشاركون إلى مجموعتين: تلقت إحداهما التوعية التقليدية فقط، فيما حصلت الأخرى على الدعم الرقمي الإضافي. النتائج أظهرت انخفاضًا ملحوظًا في معدلات السمنة بين أطفال المجموعة التي استفادت من التدخل الرقمي، حيث سجلت 7% فقط مقارنة بـ13% في المجموعة الأخرى، ما يمثل انخفاضًا نسبته نحو 45%.
أداة وقائية فعالة
أوضح الباحثون أن تأثير التدخل الرقمي ظهر منذ الشهر الرابع واستمر حتى عمر السنتين، مما يعكس فاعلية استخدام التكنولوجيا في الوقاية من السمنة في مرحلة الطفولة المبكرة. كما أشاروا إلى أن هذه الطريقة تسهم في دعم الأسر وتعزيز العادات الصحية المتعلقة بالتغذية والنشاط البدني، ما يساعد في الحفاظ على الوزن الصحي للأطفال وتجنب الأمراض المزمنة مستقبلاً.
الحد من السمنة يبدأ من الأسرة
هذا الابتكار الرقمي يقدم للأسر أدوات تفاعلية فعالة لدعم النمو الصحي للأطفال، مما يجعل الوقاية من السمنة ممكنة من خلال خطوات بسيطة وعادات صحية مستدامة.