كشفت جمعية القلب الأمريكية في تقرير علمي جديد، نُشر يوم الخميس، أن الحفاظ على صحة العقل مع التقدم في العمر مرتبط ارتباطًا وثيقًا بصحة القلب. ويعتبر هذا التقرير خطوة مهمة في فهم العلاقة المعقدة بين القلب والعقل، حيث يُظهر أن نمط الحياة الصحي يمكن أن يسهم في الوقاية من أمراض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى.
القلب والعقل.. الخرف وأهمية الوقاية
أوضح الدكتور فرناندو تيستاي، أستاذ علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة إلينوي، أن الخرف يُعتبر مرضًا غير قابل للشفاء. ومع ذلك، تشير الأدلة المتزايدة إلى أن تبني نمط حياة صحي يمكن أن يُساعد في الحفاظ على وظائف الدماغ الطبيعية. وأكد أن إدارة عوامل الخطر الوعائية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري في وقت مبكر يمكن أن يُقلل من عبء هذه الأمراض على القلب والعقل.
العلاقة بين أمراض القلب والخرف
تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 130 مليون بالغ في الولايات المتحدة يعانون من أمراض القلب. ولفت الدكتور أندرو فريمان، مدير الوقاية من أمراض القلب، إلى أن نمط الحياة الصحي يجب أن يبدأ منذ الصغر. يُعتبر مرض القلب التاجي، الذي يتمثل في تراكم اللويحات في الشرايين، القاتل الرئيسي عالميًا، حيث شهدت الوفيات الناتجة عنه زيادة ملحوظة من 6.4 مليون في عام 2000 إلى 9.1 مليون في عام 2021.
التدهور المعرفي والنوبات القلبية
وفقًا للتقرير، يُصاب شخص واحد تقريبًا بنوبة قلبية كل 40 ثانية في الولايات المتحدة، ويعاني نحو 50% من الناجين من فقدان وظائف الدماغ. تُعتبر هذه النتائج تحذيرًا حول ضرورة تحسين الوعي حول عوامل الخطر والتغييرات اللازمة في نمط الحياة.
أهمية تغييرات نمط الحياة لصحة القلب والعقل
الحصول على قسط كافٍ من النوم يُعتبر أساسيًا لتعزيز الصحة العقلية والجسدية. أشارت الدراسات إلى أن انقطاع النوم في سن مبكرة يُضاعف من احتمالية التعرض لمشاكل الذاكرة والتفكير بعد مرور عقد من الزمن.
التغذية السليمة ودورها في الوقاية
اتباع نظام غذائي متوازن، مثل النظام الغذائي المتوسطي، يسهم في تقليل خطر الإصابة بالخرف بنسبة 31%. يُنصح بتجنب الأطعمة المعالجة والتركيز على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
التمارين الرياضية وأثرها العميق
التمارين الرياضية تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الصحة العامة. يُوصى بممارسة 150 دقيقة من النشاط البدني المتوسط أو 75 دقيقة من النشاط القوي أسبوعيًا، مما يُساعد على تحسين الوظائف العقلية ويُقلل من مخاطر الأمراض المرتبطة بالقلب.
وتشير الأدلة العلمية الحديثة إلى وجود علاقة وثيقة بين صحة العقل وصحة القلب، حيث يُعتبر تغيير نمط الحياة مبكرًا أحد الأسس الهامة للوقاية من الأمراض المزمنة. من خلال اتخاذ خطوات بسيطة نحو نمط حياة صحي، يمكننا جميعًا أن نُسهم في تعزيز صحتنا العقلية والبدنية في مختلف مراحل الحياة.