ثورة جديدة في الإنجاب
روبوتات التلقيح الاصطناعي تتفوق على الأطباء وتبشر بمستقبل أكثر دقة وأقل تكلفة
دقة فائقة وتحسينات كبيرة في عالم الخصوبة
في خطوة تُعد ثورة في مجال الإنجاب الاصطناعي، أثبت فريق من الباحثين أن الروبوتات الصناعية، المصممة في الأصل للاستخدام في المصانع، قادرة على تحسين إجراءات التلقيح الاصطناعي البشري بدقة تصل إلى عشر مرات مقارنة بالأطباء البشريين. الروبوت الجديد، المعروف باسم “APRIL”، يعتمد على ذراع ميكانيكية مبرمجة مزودة بأداة تشبه القطارة، تُحاط بحاوية زجاجية محكمة، لتقوم بإعداد مزارع الأجنة بكفاءة عالية من خلال حضانة وتغذية البويضات البشرية المخصبة.
نتائج مشجعة وزيادة في عدد الأجنة الصالحة
التجارب التي أجراها فريق الدكتور زيف ويليامز، من مركز الخصوبة بجامعة كولومبيا، كشفت عن زيادة بنسبة 4.2% في عدد الأجنة البشرية القابلة للاستخدام عند استخدام الروبوت “APRIL”. ويؤكد الباحثون أن هذه التقنية حسّنت من “الدقة ومقاييس النتائج” للأزواج الذين يعانون من مشاكل في الخصوبة.
خطوات حساسة لا تزال في يد البشر
رغم التحسينات الكبيرة التي قدمها الروبوت، أشار الدكتور ويليامز إلى أن “APRIL” لا يزال يقتصر على بعض المهام الأقل تعقيداً في عملية التلقيح الاصطناعي، في حين تبقى المراحل الحساسة، مثل الإخصاب الفعلي للبويضة، بحاجة إلى المهارة البشرية. وأضاف ويليامز: “البشر يتفوقون على الآلات في هذه المراحل الحرجة، حيث تلعب اللمسة البشرية دوراً مهماً في تقليل الصدمة عند نقل الحيوان المنوي إلى البويضة”.
خفض التكاليف وتقليل الحاجة للموظفين المدربين
في مقال نُشر بمجلة “الخصوبة والعقم”، أوضح الفريق البحثي أن استخدام نظام آلي لإعداد أطباق زراعة الأجنة يمكن أن يساهم في تقليل الحاجة إلى موظفين مدربين، ما قد يؤدي إلى خفض تكاليف علاجات التلقيح الاصطناعي الباهظة. وأظهرت التجارب أن التقنية ساعدت في الحفاظ على توازن درجة الحموضة في السائل المحيط بالجنين، مما يعزز من نموه وتطوره.
الحاجة إلى مزيد من الاختبارات للتأكد من النتائج
على الرغم من النتائج المشجعة، يوصي الباحثون بإجراء مزيد من التجارب على عدد أكبر من الأجنة لضمان تكرار النجاح وتحقيق الفعالية على نطاق أوسع.
هذه الابتكارات تشكل بوابة لأفق جديد في مجال الإنجاب، حيث يمكن للتكنولوجيا أن تلعب دوراً أساسياً في مساعدة الأزواج على تحقيق حلمهم بالأبوة والأمومة.