تعتبر الأعشاب الطبيعية من الكنوز العلاجية التي استخدمها الإنسان منذ آلاف السنين للتداوي من الأمراض المختلفة، وتُعد عشبة سمرا واحدة من هذه الأعشاب التي اكتسبت شهرة واسعة في الآونة الأخيرة، خاصةً في مجال التخسيس وعلاج السمنة، وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة العديد من الفوائد الصحية لهذه العشبة، مما جعلها محط اهتمام الباحثين والمهتمين بالطب البديل.
ما هي عشبة سمرا ؟
عشبة سمرا هي نبات عشبي ينتمي إلى فصيلة النباتات القرنية، والتي تنمو بشكل طبيعي في المناطق شبه الاستوائية وخاصةً في:-
– منطقة شبه الجزيرة العربية، وخاصةً في المملكة العربية السعودية واليمن.
– شمال أفريقيا وتحديدًا في المغرب والجزائر وتونس.
– في مناطق متفرقة من جنوب شرق آسيا.
– بعض مناطق الهند وباكستان أيضًا.
وتتميز عشبة سمرا بأوراقها الصغيرة ذات اللون الأخضر الداكن، وسيقانها الرفيعة التي يصل ارتفاعها إلى حوالي 30-50 سم، وتحتوي على أزهار صغيرة ذات لون أصفر باهت، وتستخدم أجزاء مختلفة من النبات في العلاجات الطبية التقليدية، بما في ذلك الأوراق والسيقان والجذور.
وتحتوي عشبة سمرا على مجموعة متنوعة من المركبات النشطة حيويًا وأهم هذه المركبات ما يلي:
– مركبات الفلافونويد المضادة للأكسدة.
– الساليسيلات الطبيعية المساعدة في تخفيف الألم.
– الزيوت الطيارة ذات الخصائص المضادة للالتهابات.
– مواد هلامية تساعد في الهضم وتحسين صحة الجهاز الهضمي.
– مركبات القلويدات التي تساهم في تنظيم مستويات السكر في الدم.
وجدير بالذكر أنه قد استخدمت عشبة سمرا في الطب الشعبي التقليدي منذ مئات السنين، حيث كان لها دور بارز في علاج العديد من الأمراض والحالات الصحية المختلفة.
تعرف على: شاي القراص.. سر الشفاء الطبيعي للرجال والنساء والشعر
فوائد عشبة سمرا
تتمتع عشبة سمرا بالعديد من الفوائد الصحية المدعومة بالممارسات التقليدية والأبحاث العلمية الحديثة ومن أبرز هذه فوائد عشبة سمرا:-
– خفض مستويات السكر في الدم: أشارت دراسة أجريت في جامعة الملك سعود بالرياض إلى أن مستخلص عشبة سمرا يمكن أن يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم، مما يجعلها مفيدة لمرضى السكري.
– تحسين عملية الهضم: تساعد المركبات الموجودة في العشبة على تحفيز إفراز العصارات الهضمية، مما يسهل عملية الهضم ويقلل من مشاكل عسر الهضم والانتفاخ.
– تعزيز صحة البشرة: تستخدم العشبة في بعض مستحضرات التجميل لخصائصها المضادة للأكسدة التي تساعد في مكافحة علامات الشيخوخة.
– تخفيف الالتهابات: تحتوي العشبة على مركبات مضادة للالتهابات يمكن أن تساعد في تخفيف آلام المفاصل والتهاب المفاصل الروماتويدي.
– تقوية جهاز المناعة: تحتوي عشبة سمرا على مضادات أكسدة قوية تساعد في تعزيز وظائف الجهاز المناعي ومقاومة الأمراض المختلفة.
– تحسين صحة الكبد: أظهرت بعض الدراسات أن عشبة سمرا قد تساعد في حماية خلايا الكبد من التلف وتحسين وظائفه.
– المساعدة في علاج مشاكل الجهاز التنفسي: تساعد في تخفيف أعراض السعال والتهاب الشعب الهوائية.
– تخفيف آلام الدورة الشهرية: تستخدم العشبة تقليديًا في تخفيف تشنجات وآلام الدورة الشهرية لدى النساء.
وقد أجريت دراسة في مركز أبحاث النباتات الطبية بالهند على 150 متطوعًا يعانون من مشاكل هضمية مختلفة، وأظهرت النتائج أن 78% منهم شهدوا تحسنًا ملحوظًا في أعراض عسر الهضم بعد استخدام مستخلص عشبة سمرا لمدة 4 أسابيع.
ما هو: شاي المته.. دراسة حديثة تكشف فوائده الصحية المذهلة
عشبة سمرا للتنحيف
اكتسبت عشبة سمرا شهرة واسعة في السنوات الأخيرة كعامل مساعد في إنقاص الوزن والتخسيس، وذلك من خلال عدة آليات:-
– تعزيز عملية التمثيل الغذائي (الأيض): تحفز عشبة سمرا عملية الأيض في الجسم، مما يساعد على حرق المزيد من السعرات الحرارية حتى أثناء الراحة.
– كبح الشهية: تحتوي العشبة على مركبات تساعد في تقليل الشعور بالجوع وكبح الشهية، مما يقلل من كمية السعرات الحرارية المتناولة يوميًا.
– زيادة حرق الدهون: تساعد بعض المركبات النشطة في عشبة سمرا على تحفيز الجسم لحرق الدهون المخزنة، خاصة في منطقة البطن.
– تحسين مستويات الطاقة: يمكن أن تساعد في زيادة مستويات الطاقة، مما يسهل ممارسة التمارين الرياضية بشكل أكثر فعالية.
– تنظيم مستويات السكر في الدم: المساعدة في الحفاظ على مستويات مستقرة من السكر في الدم، مما يقلل من الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة السكرية.
– إدرار البول: تتمتع العشبة بخصائص مدرة للبول، مما يساعد في التخلص من السوائل الزائدة والتورم.
وقد أظهرت دراسة سريرية أجريت في جامعة القاهرة على 100 مشارك يعانون من زيادة الوزن أن الذين تناولوا مستخلص عشبة سمرا بانتظام لمدة 12 أسبوعًا فقدوا في المتوسط 4.5 كيلوغرام مقارنة بـ 1.8 كيلوغرام للمجموعة التي تناولت دواء وهمي، مع اتباع نفس النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن عشبة سمرا ليست حلًا سحريًا للتخسيس، بل يجب استخدامها كجزء من نظام صحي متكامل يشمل نظامًا غذائيًا متوازنًا وممارسة منتظمة للنشاط البدني، كما ينصح باستشارة الطبيب قبل استخدامها للتنحيف، خاصة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو يتناولون أدوية بانتظام.