في دراسة حديثة نُشرت عبر معهد فرانسيس كريك في لندن، كشف باحثون عن التأثيرات العميقة للصيام على الجهاز المناعي، مشيرين إلى أن الامتناع المؤقت عن الطعام لا يقتصر فقط على فوائد في الوزن أو التمثيل الغذائي، بل يمتد ليشمل تعديلًا مباشرًا في الخلايا المناعية الأساسية، وهو ما قد يشكل ثورة في فهمنا لتوازن المناعة والصحة العامة، تعرف على تأثير الصيام المناعي بالتفصيل الآن.
تأثير الصيام المناعي
فريق الدراسة ركز على نوع معين من الخلايا المناعية يُعرف باسم “الخلايا الفطرية الليمفاوية من النوع 2” (ILC2)، والتي تلعب دورًا مهمًا في الاستجابات الالتهابية والحساسية، ووجد الباحثون أن الصيام أدى إلى انخفاض عدد هذه الخلايا في الأنسجة، خصوصًا في الأمعاء، مما يُقلل من فرص حدوث التهابات مزمنة.
الصيام والبيئة الدقيقة في الأمعاء
الدراسة أوضحت أيضًا أنه إلى جانب تأثير الصيام المناعي فأن الصيام يساهم في تغيير البيئة الخلوية المحيطة داخل الأمعاء، ويؤثر بشكل مباشر على طريقة استجابة الخلايا المناعية، إذ يُحفّز نوعًا من إعادة البرمجة لتلك الخلايا، ما يجعلها أكثر توازنًا وأقل ميلًا إلى التفاعل المفرط تجاه المؤثرات الخارجية، وهذا بدوره يحسن من استقرار الجهاز الهضمي.
تعرف على: الصيام وتحفيز الرغبة.. دراسة تكشف تأثير الصيام على زيادة الشهوة لدى الذكور
إشارات هرمونية تتفاعل مع المناعة
اعتمد الباحثون على تقنيات تحليل دقيقة لرصد الإشارات البيوكيميائية، ولاحظوا أن انخفاض مستويات “اللبتين” – وهو هرمون يرتبط بالإحساس بالشبع – خلال فترة الصيام، يؤدي إلى كبح نشاط خلايا ILC2، وهو ما يُفسر آلية تأثير الصيام المناعي من منظور بيولوجي.
استخدامات مستقبلية واعدة
تشير هذه النتائج إلى احتمالية استخدام الصيام كأداة مساعدة في التحكم بالأمراض المرتبطة بالمناعة، مثل الحساسية والربو وأمراض الأمعاء الالتهابية، وتفتح المجال أمام استراتيجيات علاجية جديدة تعتمد على التوقيت الغذائي كعامل مؤثر في تحسين الصحة المناعية.
الصيام من منظور علمي جديد
يؤكد الدكتور جيمس فيلد، الباحث في معهد فرانسيس كريك، أن هذه النتائج تسلط الضوء على القوة الخفية للصيام في إعادة ضبط نظام الجسم الدفاعي، وأن هذا التأثير لا يتطلب تغييرات جذرية في النظام الغذائي بقدر ما يتطلب تنظيمًا ذكيًا للوجبات، ما يُبرز إمكانيات الصيام كوسيلة فعالة لتعزيز الصحة العامة.