في ضوء تفشي فيروس إنفلونزا الطيور عالميًا، كشفت دراسة حديثة عن جانبين متناقضين لتطعيم الدواجن ضد الفيروس من النوع الفرعي H5، فبينما يساعد التطعيم على تقليل انتشار المرض بين الطيور، فإنه قد يؤدي إلى عواقب غير مقصودة تتمثل في زيادة سرعة تحور الفيروس، مما يثير القلق بشأن احتمال انتقاله مستقبلًا بين البشر، فالدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين من جامعة بكين العادية في الصين والكلية الملكية للطب البيطري في المملكة المتحدة، نُشرت في مجلة (Science Advances)، أكد فيها الباحثون أن انتقال الفيروس من الطيور البرية إلى الدواجن غير الملقحة كان أكثر شيوعًا من انتقاله إلى الدواجن الملقحة، مما يبرز فعالية التطعيم في كبح العدوى.
تطعيم الدواجن.. ومخاطر ضد إنفلونزا الطيور
لكن في المقابل، أشارت النتائج إلى أن البلدان التي تعتمد برامج تطعيم شاملة، مثل الصين، شهدت معدلًا أسرع لتحور الفيروس مقارنة بالدول التي لا تستخدم التطعيم بشكل كبير، هذا الأمر يثير مخاوف من قدرة الفيروس، وخاصة النوع الفرعي H5N1، على اكتساب صفات تجعله أكثر قدرة على الانتقال بين البشر، وهو سيناريو لم يتم رصده بعد ولكنه يبقى احتمالًا مقلقًا.
ويُعتبر تطعيم الدواجن ضد إنفلونزا الطيور أداة مهمة في الوقاية من انتشار الفيروس، خاصة في المناطق الموبوءة، ومع ذلك، تحذر الدراسة من أن سياسات التطعيم تحتاج إلى إعادة تقييم لضمان الحد من مخاطر الطفرات الفيروسية التي قد تنعكس على الصحة العامة عالميًا، وتزامنت هذه النتائج مع تصاعد التحذيرات من تفشي فيروس H5N1، الذي يواصل الانتشار بين الطيور في الولايات المتحدة ودول أخرى.
وأبدت مجلة نيوزويك الأمريكية قلقًا من تطور الفيروس ليصبح قادرًا على الانتقال بين البشر، وهو خطر قد تكون له تداعيات كارثية على الصحة العالمية، وتؤكد الدراسة أن السيطرة على إنفلونزا الطيور تتطلب نهجًا متوازنًا يجمع بين التطعيم ومراقبة تحورات الفيروس، لتجنب ظهور أوبئة جديدة تهدد البشرية.