يعد شهر أكتوبر شهر التوعية بسرطان الثدي عالمياً، حيث يسلط الضوء على أحد أكثر أنواع السرطانات انتشاراً بين النساء حول العالم. ويساهم الكشف المبكر والفحص الجيني في خفض معدلات الإصابة، وتوفير فرص أكبر للعلاج والشفاء.
سرطان الثدي.. إحصاءات عالمية وإقليمية
يعد سرطان الثدي الأكثر شيوعاً بين النساء، حيث سجلت منظمة الصحة العالمية ما يقارب 2.3 مليون حالة جديدة في عام 2020. يمثل سرطان الثدي نحو 25% من جميع حالات السرطان التي تصيب النساء، ما يعزز الحاجة لتوعية أوسع وفحوصات دورية للكشف المبكر.
الوضع في الخليج
في دول مجلس التعاون الخليجي، يمثل سرطان الثدي 29% من حالات السرطان بين النساء. وارتفعت معدلات البقاء على قيد الحياة بفضل حملات التوعية والفحوصات المبكرة، ما يشير إلى نجاح الجهود الوقائية في هذه الدول.
السعودية.. جهود توعوية مكثفة
في المملكة العربية السعودية، يُعد سرطان الثدي الأكثر شيوعاً بين النساء، حيث يشكل 31% من إجمالي حالات السرطان بين الإناث. وأظهرت الإحصاءات الوطنية أن نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات تصل إلى 80%، ما يعكس أثر المبادرات الصحية التي تدعمها وزارة الصحة.
مراحل سرطان الثدي.. من التشخيص المبكر إلى مراحل متقدمة
يمر سرطان الثدي بخمس مراحل، تبدأ بالمرحلة الأولى حيث يكون الورم محدوداً، وصولاً إلى المرحلة الرابعة التي يشير فيها إلى انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم. وتحدد المرحلة التي يشخص فيها المرضى نوع العلاج وخطة الرعاية.
المرحلة 0 – مرحلة سرطان القنوات الموضعي (DCIS)
يكون الورم في هذه المرحلة موضعياً داخل قنوات الثدي، دون انتشار للأنسجة المحيطة، ما يجعله أقل خطورة ويزيد من فرص العلاج الكامل.
المرحلة 4 – السرطان المنتشر (النقائل)
في هذه المرحلة ينتشر السرطان إلى أعضاء أخرى كالرئتين أو الكبد، مما يتطلب علاجاً تكاملياً يهدف إلى تخفيف الأعراض وإبطاء انتشار المرض.
التشخيص المبكر الأساس في محاربة سرطان الثدي
يعتمد نجاح علاج سرطان الثدي بشكل كبير على التشخيص المبكر الذي يرفع فرص الشفاء. وتتنوع أساليب الكشف، من الفحص الذاتي للثدي إلى الماموغرام، والفحص بالرنين المغناطيسي للحالات ذات التاريخ العائلي القوي. ويعد الالتزام بالفحوصات السنوية بعد سن الأربعين عاملاً أساسياً في الكشف المبكر.
المستجدات في العلاج.. من العلاجات التقليدية إلى الحديثة
شهدت العقود الأخيرة تقدماً في علاج سرطان الثدي، من العلاجات الكيميائية والإشعاعية إلى العلاج الجيني. وأصبح بإمكان الأطباء استخدام العلاجات المناعية التي تعمل على تعزيز جهاز المناعة، والعلاج الموجه الذي يستهدف خلايا السرطان بدقة عالية دون الإضرار بالخلايا السليمة.
العلاج الهرموني
يمنع تأثير الهرمونات على الخلايا السرطانية، ويساهم في تقليل نموها.
العلاج الجيني
يستهدف التغيرات الجينية المرتبطة بالسرطان مثل طفرات “BRCA1” و”BRCA2″، ما يسهم في وضع خطط علاجية مخصصة.
الفحص الجيني.. ركيزة وقائية للأسر المعرضة للإصابة
أهمية الفحص الجيني
يساعد الفحص الجيني في تحديد الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي نتيجة طفرات موروثة. ويتيح هذا الفحص للأشخاص الذين يحملون هذه الطفرات اتخاذ تدابير وقائية، مثل زيادة الفحوصات الدورية أو اتخاذ إجراءات وقائية كاستئصال الثدي الوقائي.
فوائد الفحص الجيني
تحديد المخاطر: يمنح الفرد معرفة حول احتمال الإصابة، مما يتيح التخطيط المبكر.
اتخاذ خطوات وقائية: مثل الفحوصات المتكررة والتصوير بالرنين المغناطيسي.
قرارات علاجية دقيقة: يساعد في تصميم خطط علاج متخصصة لمن تم تشخيصهم بالسرطان.
المرشحون للفحص الجيني
ينصح بهذا الفحص للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي قوي بالإصابة بسرطان الثدي أو المبيض، وأيضاً لأولئك الذين تم تشخيصهم بالسرطان في سن مبكرة.
الوقاية.. خطوات عملية لتقليل خطر الإصابة
رغم عدم القدرة على التحكم في بعض عوامل الخطر، يمكن تقليل احتمالية الإصابة عبر اتباع نمط حياة صحي، والحفاظ على وزن مثالي، وممارسة النشاط البدني، وتجنب تناول الكحول. وتشير الدراسات إلى أن الرضاعة الطبيعية قد تسهم في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي.
ويعكس شهر أكتوبر أهمية رفع الوعي بسرطان الثدي، ويعزز دور الفحص الجيني والكشف المبكر كأدوات فعّالة في الوقاية وتحديد المخاطر. ومع تزايد خيارات العلاج، يمكن تقليل نسب الوفيات ورفع جودة الحياة للمرضى.