كشفت دراسة حديثة أجراها فريق دولي من الباحثين بجامعة ملبورن، أن المضاد الحيوي “ريفاكسيمين”، الذي يُوصف عادةً لمرضى الكبد، قد يؤدي إلى ظهور سلالات بكتيريا مقاومة يصعب علاجها. وأكدت الدراسة أن استخدام هذا المضاد الحيوي يعزز مقاومة بكتيريا Enterococcus faecium للفانكومايسين (VRE)، مما يسبب التهابات حادة غالباً ما تتطلب التدخل الطبي السريع.
آثار جانبية خطيرة لاستخدام ريفاكسيمين
أشارت الدراسة إلى أن استخدام “ريفاكسيمين” يساهم في مقاومة بكتيريا VRE لمضاد حيوي آخر يُعرف بـ”دابتوميسين”، وهو أحد العلاجات القليلة المتبقية لمواجهة هذا النوع من العدوى. وتُبرز الدراسة أهمية مراجعة استخدام المضادات الحيوية بشكل مسؤول، حيث إن الاستخدام غير المنضبط قد يؤدي إلى تطوير سلالات بكتيرية يصعب السيطرة عليها.
تقنيات جديدة لفهم المقاومة
استمرت الدراسة ثماني سنوات واعتمدت على علم الأحياء الدقيقة والمعلومات الحيوية، وبفضل تقنيات الجينوم، تمكن الباحثون من رصد تغيرات في الحمض النووي لسلالات بكتيريا مقاومة لدابتوميسين لم تكن موجودة من قبل. وقد بينت التجارب أن استخدام “ريفاكسيمين” أدى إلى تغييرات إنزيمية تساهم في تعزيز مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.
مخاوف انتقال العدوى
الدكتور غلين كارتر، الباحث الرئيسي في الدراسة، حذر من انتقال العدوى البكتيرية المقاومة بين المرضى، مؤكداً على أهمية مراقبة هذه الحالات في المستشفيات. وأوضحت الدكتورة أدريانا تورنر أن “ريفاكسيمين” يحفز تغييرات على المستوى الجيني للبكتيريا، مما يزيد من نشاط جينات تؤثر على غشاء الخلية البكتيرية، لتقاوم بذلك المضادات الحيوية بفعالية أكبر.
أهمية الدراسة في حفظ فعالية العلاجات
البروفيسور بنجامين هاودن، مدير مختبر الصحة العامة، أشار إلى أن هذه الدراسة تسلط الضوء على أهمية الاستخدام الحكيم للمضادات الحيوية، لضمان استمرار فعالية علاجات مثل “دابتوميسين” في مواجهة الالتهابات المقاومة داخل المستشفيات، لا سيما للمرضى الأكثر عرضة للخطر.