لا تزال الكثير من المجتمعات ترى انقطاع الطمث كفترة تضع حداً لحيوية المرأة وجزءاً من هويتها، مما يجعل العديد من النساء يلجأن للصمت، خوفاً من الأحكام القاسية التي قد تواجههن. في بعض الأحيان، يكون غياب الوعي سبباً لعدم ربط النساء بين الأعراض التي يعانين منها وبين انقطاع الطمث، مما يزيد من صعوبة هذه المرحلة.
إهمال صحة المرأة
رغم أن أعراض انقطاع الطمث وتأثيراتها شائعة، إلا أن الأبحاث حول هذه المرحلة لا تحظى بالتمويل الكافي وغالباً ما يتم التغاضي عنها. التأثيرات لا تقتصر على الجسد فقط، بل تشمل الدماغ أيضاً، حيث تلعب التغيرات الهرمونية دوراً كبيراً في الصحة العصبية للمرأة.
تأثير الإستروجين أكثر من مجرد هرمون
أثبتت الأبحاث الحديثة أن هرمون الإستروجين ليس ضرورياً فقط للخصوبة، بل له دور حيوي في وظائف الدماغ أيضاً. البروفيسورة ليزا موسكوني، من أوائل الباحثات اللواتي درسن تأثيرات انقطاع الطمث على الدماغ، تشير إلى أن انخفاض مستويات الإستروجين قد يسبب مشكلات في الذاكرة والتركيز واضطرابات في المزاج.
العلاج بالهرمونات جدل مستمر حول الفوائد والمخاطر
عرفت الستينيات انطلاقة العلاج بالهرمونات التعويضية، والتي أصبحت تُستخدم لتخفيف أعراض انقطاع الطمث. رغم المخاوف من زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، تُظهر الدراسات الحديثة أن هذا العلاج، عند استخدامه بجرعات مناسبة وفي الوقت المناسب، يمكن أن يكون فعالاً وآمناً. ومع ذلك، يبقى القرار بشأن اللجوء لهذا العلاج معقداً ويجب أن يستند إلى تقييم شامل للحالة الصحية.
إعادة تشكيل الثقافة المجتمعية
تشير الدراسات إلى أن النساء اللواتي يتبنين نظرة إيجابية تجاه هذه المرحلة يعانين من أعراض أقل حدة. المجتمع يلعب دوراً مهماً في تقديم الدعم للنساء، إذ يجب ألا يكون توقف الإنجاب مرادفاً لتوقف العطاء.
وقاية أفضل من المخاطر
ينصح الخبراء باتباع نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية، لتعزيز الصحة العامة وتقليل الأعراض. فالالتزام بحمية مشابهة للبحر الأبيض المتوسط، والغنية بالخضروات والفواكه والدهون الصحية، يمكن أن يكون مفيداً في هذه المرحلة.
“انقطاع الطمث ليس نهاية، بل بداية مرحلة جديدة يمكن للمرأة فيها أن تواصل تحقيق طموحاتها وتعزيز دورها في المجتمع.”