مع اقتراب تطبيق التوقيت الشتوي في العديد من الدول حول العالم، والذي يتضمن تأخير الساعة بمقدار ساعة واحدة، يحذر الخبراء من تأثير هذا التغيير على الصحة العامة. ووفقاً لتصريحات لصحيفة “الإندبندنت” البريطانية، يمكن أن يؤدي الانتقال إلى التوقيت الشتوي إلى اضطراب الساعة البيولوجية للجسم، التي تتحكم في دورة النوم والاستيقاظ، مما يزيد من الشعور بالإرهاق والتعب ويؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية.
تأثير النوم المضطرب على القلب والأوعية الدموية
تشير دراسة أجريت عام 2019 من قبل باحثين في كلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام إلى ارتباط اضطرابات النوم بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. وأظهرت النتائج أن الفئران التي تعرضت لنمط نوم غير منتظم على مدى 16 أسبوعاً طورت ترسبات دهنية في الشرايين بشكل أكبر مقارنة بالفئران التي تمتع بأنماط نوم طبيعية. كما لوحظ انخفاض في مستويات هرمون الهيبوكريتين، المسؤول عن تنظيم حالات النوم، وارتفاع في عدد خلايا الدم البيضاء في الدورة الدموية، مما يعكس تأثراً سلبياً على الجهاز المناعي.
زيادة الحوادث وانخفاض الحالة المزاجية
لا يقتصر تأثير التوقيت الشتوي على الصحة الجسدية فقط، بل يمتد أيضاً إلى زيادة معدل حوادث السير، حيث يجد السائقون صعوبة في التكيف مع تغيير التوقيت. كما تؤدي ساعات الظلام الأطول إلى تراجع الحالة المزاجية وارتفاع معدلات الاكتئاب، بسبب نقص التعرض لأشعة الشمس وبالتالي انخفاض مستويات “فيتامين د” الضروري لصحة العظام والعضلات.
الاضطراب العاطفي الموسمي وتأثيره على الحياة اليومية
يعاني بعض الأفراد من “الاضطراب العاطفي الموسمي” (SAD) مع قصر ساعات النهار خلال الشتاء، وهو اضطراب يتمثل في انخفاض مستمر في الحالة المزاجية، وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، والشعور باليأس. وتوضح هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية أن نقص ضوء الشمس يؤثر على جزء من الدماغ يعرف بـ”المهاد”، مما يؤدي إلى تغييرات في إنتاج هرموني الميلاتونين والسيروتونين المرتبطين بالنوم والمزاج.
توصيات للتكيف مع تأثيرات التوقيت الشتوي
ينصح الخبراء باتباع بعض الإجراءات للتخفيف من تأثيرات التوقيت الشتوي، مثل الحفاظ على جدول نوم منتظم، والتعرض لأشعة الشمس قدر الإمكان خلال النهار، وممارسة التمارين الرياضية لتعزيز الصحة العامة. يمكن أيضاً استخدام العلاج بالضوء للأشخاص الذين يعانون من الاضطراب العاطفي الموسمي، لتعويض نقص التعرض لأشعة الشمس وتحسين الحالة المزاجية.