في دراسة غير مسبوقة نُشرت من جامعة شنغهاي جياو تونغ بالصين، اكتشف العلماء رابطًا مباشرًا بين البكتيريا الموجودة في أمعاء الأطفال وبين مستويات الطول لديهم، النتائج تم التوصل إليها من خلال تحليل بيانات 1,000 طفل تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 12 عامًا، حيث تم دمج تحليل للحمض النووي للبكتيريا مع فحص شامل لعينات الدم لفهم العلاقة بين الميكروبيوم والهرمونات المنظمة للنمو.
البكتيريا المعوية تؤثر على هرمونات النمو
أظهرت الدراسة أن أنواعًا معينة من البكتيريا المعوية تقوم بإنتاج مركبات تؤثر على مستويات هرمون IGF-1، وهو الهرمون الرئيسي المسؤول عن نمو العظام والعضلات، حيث لاحظ الباحثون أن الأطفال الذين لديهم مستويات أعلى من هذه الأنواع البكتيرية يتمتعون بمتوسط أطوال أعلى مقارنة بغيرهم، مما يشير إلى دور فعّال لهذه الكائنات المجهرية في تنظيم النمو الطبيعي.
نتائج مذهلة تفتح أبوابًا جديدة للعلاج
الدكتور هان لي، المشرف على البحث، أوضح أن الدراسة قد تُحدث ثورة في طرق التعامل مع تأخر النمو عند الأطفال، من خلال إمكانية تعديل البكتيريا المعوية بواسطة التغذية أو المكملات، وأضاف أن النتائج تُثبت أن صحة الأمعاء ليست مرتبطة فقط بالهضم، بل تؤثر أيضًا على النمو والطول والعظام.
تعرف على: تقليل وقت الشاشة يحمي صحة الأطفال النفسية
العلاقة بين الميكروبيوم ونمط الحياة
أشارت الدراسة إلى أن نوعية الغذاء تؤثر بشكل كبير على تنوع البكتيريا المعوية، فالأطفال الذين يتناولون أطعمة غنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة لديهم تنوع ميكروبي أكبر، ما يرتبط بتحسين مستويات الهرمونات المساعدة على النمو، بينما الأطعمة المصنعة والمليئة بالدهون والسكريات تؤدي إلى تقليل التنوع البكتيري وإبطاء النمو.
هل نصل قريبًا إلى مكملات لزيادة الطول؟
أعرب فريق البحث عن تطلعه إلى تطوير مكملات غذائية ذكية تستهدف أنواعًا معينة من البكتيريا المعوية لتحفيز إنتاج الهرمونات المحفزة للطول، كما يطمح الباحثون لإجراء دراسات سريرية في المستقبل القريب تشمل تدخلات غذائية وعلاجية للتحكم في البكتيريا وتحقيق نتائج فعلية في تحسين النمو لدى الأطفال الذين يعانون من تأخر في الطول.
خطوة جديدة نحو فهم نمو الأطفال
هذه الدراسة تُعد إنجازًا علميًا هامًا في عالم نمو الأطفال، حيث تُسلط الضوء على البكتيريا المعوية كمفتاح لفهم أسباب الفروقات في الطول بين الأطفال رغم تشابههم الوراثي، وتفتح آفاقًا علاجية واعدة من خلال تعديل البيئة الميكروبية، مستقبل طب الأطفال قد يبدأ من الأمعاء.