أظهرت دراسة حديثة تقدمًا كبيرًا في علاج سرطان الثدي المتقدم، حيث توصل الباحثون إلى تركيبة دوائية جديدة قد تساهم في مضاعفة فرص البقاء على قيد الحياة للنساء المصابات بسرطان الثدي العدواني. هذا الاختراق، الذي وصفه الخبراء بـ”التحول الجذري”، يوفر بصيص أمل للعديد من النساء حول العالم اللاتي يعانين من هذا المرض الخطير.
سرطان الثدي.. زيادة في فترة البقاء وتأخير تقدم المرض
أجريت الدراسة على 325 مريضة من 28 دولة، وتم تقسيم المشاركات إلى مجموعتين؛ الأولى تلقت العلاج الثلاثي المكوّن من عقار “بالبوسيكليب” (Palbociclib) المثبط لنمو السرطان، و”إينافوليسيب” (Inavolisib) الذي يستهدف بروتين PI3K المتصل بتطور السرطان، بالإضافة إلى العلاج الهرموني “فولفيسترانت” (Fulvestrant). أما المجموعة الثانية، فتناولت دواءً وهميًا إلى جانب “بالبوسيكليب” و”فولفيسترانت”.
ووجد الباحثون أن المجموعة التي تلقت العلاج الثلاثي حققت تحسنًا ملموسًا، حيث تأخر تقدم المرض لدى المريضات بمتوسط قدره 15 شهرًا، مقارنة بـ 7.3 شهر فقط في المجموعة التي تلقت الدواء الوهمي.
آفاق جديدة في علاج سرطان الثدي
أشاد الأستاذ نيك تورنر، المتخصص في علم الأورام الجزيئي من “معهد أبحاث السرطان” في لندن، بنتائج هذه الدراسة، قائلًا: “دراستنا هي الأولى من نوعها التي تُظهر أن استخدام (إينافوليسيب) مع (بالبوسيكليب) و(فولفيسترانت) يؤدي إلى تحسين كبير في فرص البقاء، بفضل تأثيره في كبح تطور المرض وانتشاره.” وأضاف: “يعد هذا الاختراق ثمرة لسنوات من البحث، وقد يغير قواعد اللعبة للعديد من النساء المصابات بسرطان الثدي المتقدم.”
انتشار سرطان الثدي عالميًا.. أرقام وحقائق
يُعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعًا على مستوى العالم، إذ سجلت “منظمة الصحة العالمية” نحو 2.3 مليون حالة جديدة في عام 2020، بينما أودى بحياة نحو 685 ألف شخص في العام نفسه. يأتي هذا الاكتشاف الجديد ليمنح الأمل في تحسين نوعية الحياة وإطالة مدة البقاء للنساء المصابات بسرطان الثدي، مع استمرار البحوث في تطوير علاجات فعالة للحد من انتشار هذا المرض.
يُعتبر هذا الاكتشاف تقدمًا طبيًا هامًا، مع فرص واضحة لتحسين علاج سرطان الثدي وتحقيق نتائج إيجابية، مما قد يساهم في تغيير حياة الملايين.