يشير الدكتور ألكسندر مياسنيكوف، الطبيب الروسي الشهير، إلى أن الوزن الزائد لا يقتصر تأثيره على القلب والأوعية الدموية والجهاز العضلي الهيكلي فقط، بل يمتد أيضًا ليؤثر بشكل كبير على الرئتين. فزيادة الوزن والسمنة تشكل عبئًا إضافيًا على الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة، بما في ذلك اضطرابات في الجهاز التنفسي.
الوزن الزائد والسمنة.. كيف يؤثران على الدورة الدموية والرئتين؟
من أبرز المشكلات التي يرتبط بها الوزن الزائد هي الإصابة بجلطات الدم، خاصة بين الأشخاص الذين يعانون من السمنة ويعيشون نمط حياة خاملًا. وفقًا للدكتور مياسنيكوف، فإن زيادة الوزن تؤدي إلى صعوبة في الدورة الدموية، مما يعرض الأوعية الدموية لانسدادات قد تكون صغيرة ولا تظهر أعراضها بشكل واضح. ورغم أن الشخص قد لا يشعر بأي ألم عند انسداد الأوعية الدموية الصغيرة، فإن هذه المشكلة يمكن أن تضر بالرئتين بشكل كبير.
ويقول مياسنيكوف: “عندما تنسد الأوعية الدموية الصغيرة، قد لا يشعر الشخص بأي شيء، لكن مع مرور الوقت، يتعرض الجسم لتلف في الأوعية الدموية الدقيقة، مما يساهم في انهيار الحويصلات الهوائية في الرئتين”. هذه العملية قد تؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، مثل التصلب الرئوي، حيث يتدهور أداء الرئتين في تبادل الأوكسجين.
كيف يساهم الوزن الزائد في التصلب الرئوي؟
وفقًا للدراسات العلمية التي استشهد بها الدكتور مياسنيكوف، تشير الأدلة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة قد يتعرضون لجلطات دموية في الأوعية الدموية الصغيرة بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات في حياتهم. وفي كل مرة تحدث فيها جلطة، تُفقد بعض الأوعية الدموية الدقيقة، مما يؤدي إلى تراكم الأضرار في الأنسجة الرئوية. وهذا التدهور في الأنسجة الرئوية يساهم في فقدان الحويصلات الهوائية، وهي المسؤولة عن نقل الأوكسجين من الهواء إلى الدم.
تلف الأوعية الدموية الدقيقة في الرئتين يؤدي إلى تدهور وظائف التنفس ويزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل التصلب الرئوي، وهو مرض مزمن يتسبب في تليف الأنسجة الرئوية وفقدان القدرة على التنفس بشكل طبيعي.
أهمية الحفاظ على وزن صحي لصحة الرئتين
من المهم أن يدرك الأفراد تأثير الوزن الزائد على صحتهم بشكل عام، وخاصة على الرئتين. السمنة لا تؤثر فقط على وظائف القلب والأوعية الدموية، بل تضر أيضًا بصحة الجهاز التنفسي بشكل قد يكون غير مرئي في البداية. لذا، من الضروري تبني أسلوب حياة صحي يتضمن النظام الغذائي المتوازن والنشاط البدني المنتظم للحفاظ على صحة الرئتين وتقليل المخاطر المرتبطة بالسمنة.