مرض الزئبة الحمراء، المعروف علميًا بـ(Systemic Lupus Erythematosus SLE)، هو مرض مناعي ذاتي يؤثر على عدة أجزاء من الجسم مثل الجلد والمفاصل والكلى والقلب والرئتين، في هذا المرض، يهاجم جهاز المناعة الأنسجة السليمة ما يؤدي إلى التهابات وتلف في الأعضاء المتأثرة.
الإحصائيات العالمية
على الرغم من أن مرض الزئبة الحمراء نادر نسبيًا مقارنة بأمراض المناعة الذاتية الأخرى، إلا أن بعض المناطق مثل أمريكا الشمالية وآسيا وأفريقيا تسجل حالات أكثر، وتظهر الدراسات أن النساء، خاصة في الفئة العمرية بين 15 و45 عامًا، هن الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.
أسباب مرض الزئبة الحمراء
وتعليقًا على ذلك، قال الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة ورئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، إنّ السبب الدقيق لمرض الزئبة الحمراء لا يزال غير معروف تمامًا، ولكن يُعتقد أن هناك عدة عوامل تساهم في تطوره، وتشمل هذه العوامل الاستعداد الوراثي، إذ إنّ وجود تاريخ عائلي للمرض يزيد من احتمالية الإصابة.
وأوضح “الحداد” في تصريحات لـ”شهد” أنّ التعرض لأشعة الشمس، الفيروسات، وبعض الأدوية قد تحفز ظهور المرض لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي، بالإضافة إلى ذلك، تلعب الهرمونات الأنثوية مثل الاستروجين دورًا مهمًا في تطور المرض، ما يفسر لماذا تصاب النساء بالمرض بمعدل أعلى من الرجال، كما أنّ التوتر البدني والعاطفي أيضًا يمكن أن يزيد من تفاقم الحالة.
تشخيص الزئبة الحمراء
وبيّن استشاري الحساسية والمناعة، أنّ تشخيص مرض الزئبة الحمراء يتم بناءً على مجموعة من المعايير السريرية والاختبارات المخبرية، بداية من تقييم التاريخ الطبي للمريض والأعراض البيئية، مثل اختبار الأجسام المضادة للنواة (ANA)، وهو الاختبار الأكثر شيوعًا للكشف عن اضطرابات المناعة الذاتية، كما يُستخدم اختبار الأجسام المضادة لـ dsDNA لتحديد الأجسام المضادة المرتبطة بالزئبة الحمراء، بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم اختبارات مثل معدل الترسيب (ESR) لقياس مستويات الالتهاب في الجسم، وكذلك اختبارات وظائف الكلى والقلب.
الأعراض السريرية للزئبة الحمراء
وأشار “الحداد” إلى أنه من أبرز الأعراض السريرية لمرض الزئبة الحمراء، هو الطفح الجلدي الذي يظهر عادة على شكل “أجنحة الفراشة” على الوجه، بالإضافة إلى التهاب المفاصل، التعب الشديد، وفقر الدم.
علاج الزئبة الحمراء
وأضاف أنّ علاج الزئبة الحمراء يشمل الأدوية المضادة للالتهاب مثل NSAIDs لتقليل الالتهابات والألم، والكورتيكوستيرويدات لتقليل الالتهابات وتثبيط جهاز المناعة، كما يستخدم الأطباء أدوية مثبطة للمناعة مثل الميثوتريكسات والآزاثيوبرين، بالإضافة إلى أدوية مثل بليتسوماب وهيدروكسي كلوروكوين للمساعدة في تقليل الأعراض، ناصحًا باتباع أسلوب حياة صحي يشمل الراحة الكافية، تجنب التوتر، وتجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس.
مضاعفات الزئبة الحمراء
واختتم استشاري الحساسية والمناعة بالإشارة إلى أنه إذا لم يتم التحكم في الزئبة الحمراء بشكل جيد، يمكن أن يؤدي المرض إلى مضاعفات خطيرة مثل الفشل الكلوي، أمراض القلب والأوعية الدموية بما في ذلك التهاب القلب والشرايين، التهابات الرئتين مثل التهاب الغشاء المحيط بالرئتين، وكذلك مشاكل عصبية مثل السكتات الدماغية أو النوبات.