يصادف يوم 14 نوفمبر من كل عام “اليوم العالمي للسكري“، وهو مناسبة هامة تسلط الضوء على مرض السكري، أحد أبرز الأمراض المزمنة التي تؤثر في حياة ملايين الأشخاص حول العالم.
وتُشدد المنظمات الصحية على أهمية التوعية والوقاية والعلاج المبكر للحد من تأثيرات هذا المرض الذي يُطلق عليه “مرض العصر”.
وخلال التقرير التالي، يستعرض موقع شهد تطورات جديدة في علاج السكري والتحديات المستمرة لمواجهته، جاءت كالتالي:
مرض العصر.. الإحصاءات العالمية لانتشار السكري
مرض السكري يُعتبر من أخطر الأمراض المزمنة التي تهدد صحة الإنسان وتؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للأفراد، وفقًا للاتحاد الدولي للسكري، يقدر عدد المصابين بالمرض في العالم بحلول عام 2023 بحوالي 537 مليون شخص، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 700 مليون بحلول عام 2045.
في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يُعتبر السكري تحدياً صحياً ملحاً، حيث يُتوقع أن يرتفع عدد المصابين في هذه المنطقة إلى 135 مليون شخص بحلول عام 2045.
الدول مثل السعودية والإمارات تشهد نسبًا عالية في الإصابة بالسكري، حيث تشير التقارير إلى أن نسبة المصابين في السعودية تصل إلى 13.4% بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 15 عامًا.
أسباب انتشار مرض العصر
يعود انتشار مرض السكري إلى مجموعة من العوامل التي تشمل العادات الغذائية غير الصحية، قلة النشاط البدني، والتقدم في العمر.
يعد مرض السكري من النوع الثاني الأكثر انتشارًا ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بنمط الحياة، خاصة مع تزايد معدلات السمنة في العديد من الدول. كما أن العامل الوراثي يشكل عاملًا مهمًا في الإصابة، لاسيما في النوع الأول من السكري، الذي يتأثر بالمكونات الجينية والبيئية.
الضغوط النفسية والتوتر المزمن أيضًا تلعب دورًا في ظهور مقاومة الإنسولين، مما يعزز احتمالية الإصابة بمرض السكري. وفي الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض، يزيد تأثير العوامل الاقتصادية على انتشار المرض نتيجة نقص الوعي الصحي والموارد الطبية.
تطورات علمية متقدمة في علاج السكري
رغم التحديات التي يفرضها مرض السكري، فإن التطورات العلمية في مجال العلاج قد أظهرت نتائج واعدة في تحسين حياة المرضى. على رأس هذه الابتكارات:
أنظمة الإنسولين الذكية
تسهم هذه الأنظمة في توصيل جرعات دقيقة من الإنسولين حسب احتياجات المريض بشكل أفضل من الحقن التقليدي.
البنكرياس الصناعي
يعد من أبرز الابتكارات في علاج النوع الأول من السكري، حيث يراقب مستويات السكر في الدم ويعدل جرعات الإنسولين تلقائيًا.
العلاج الجيني
أبحاث العلاج الجيني تركز على استعادة قدرة الجسم على إنتاج الإنسولين من خلال إدخال جينات جديدة إلى الخلايا، وهو ما قد يمثل ثورة في علاج النوع الأول من السكري.
حلول مبتكرة لعلاج النوع الثاني من السكري
أما بالنسبة للنمط الثاني من السكري، فقد شهد العلاج تطورًا ملحوظًا بفضل الأدوية الحديثة مثل:
الأدوية المحفزة لاستهلاك الجلوكوز
مثل مثبطات الناقل المشترك SGLT2، التي تسهم في تقليل امتصاص الغلوكوز من الكلى.
أجهزة مراقبة السكر المستمرة
تساعد هذه الأجهزة المرضى في مراقبة مستويات السكر بشكل دوري، مما يعزز قدرتهم على التكيف مع نظامهم الغذائي.
الجراحة لعلاج السمنة
أظهرت نتائج واعدة في بعض الحالات من المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة، حيث يمكن للجراحة أن تساعد في تحسين استجابة الجسم للإنسولين.
التحديات المستقبلية في مكافحة مرض السكري
على الرغم من التقدم الكبير في تقنيات العلاج، يواجه مرضى السكري تحديات كبيرة تتعلق بتكاليف العلاجات الحديثة التي قد تكون باهظة الثمن، بالإضافة إلى قلة الوعي الصحي في بعض المناطق.
كما أن الوصول إلى هذه العلاجات المتطورة ما زال محدودًا في بعض الدول، مما يُقلل من فرص المرضى في الحصول على رعاية طبية متكاملة.
يتطلب التغلب على هذه التحديات مزيدًا من الدعم للأبحاث السريرية لتطوير علاجات جديدة وأقل تكلفة، من شأنها تحسين حياة المرضى بشكل أكبر.
يعد اليوم العالمي للسكري فرصة مثالية للتوعية بمرض السكري وسبل الوقاية منه، خصوصًا أن النوع الثاني من السكري يمكن الوقاية منه من خلال اتباع نمط حياة صحي.
ومن الضروري أن نُشجع على مزيد من البحث والابتكار في علاج هذا المرض المزمن الذي أصبح يشكل تهديدًا صحيًا واقتصاديًا على مستوى العالم.