يُعتبر مرض السل (التدرن الرئوي) من الأمراض المعدية التي تُصيب الجهاز التنفسي بشكل رئيسي، ويُعدّ تهديداً صحياً عالمياً يؤثر على ملايين الأشخاص سنوياً.
تتسبب بكتيريا المايكوبكتيريوم السُلّيّة في الإصابة به، حيث تنتقل عبر الهواء عند سعال أو عطس المصاب، للسل عدة أشكال، منها السل الكامن والسل النشط. يمكن أن يصيب المرض أي شخص، إلا أن الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة والأشخاص المقيمين في أماكن غير جيدة التهوية يُعتبرون الأكثر عرضة للإصابة.
ما هو مرض السل؟
مرض السل هو عدوى بكتيرية معدية تنتقل عبر الهواء وتؤثر بشكل أساسي على الرئتين، وقد ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم كالعظام والكلى وحتى الدماغ في حالات نادرة. هناك نوعان رئيسيان للسل:
السل الكامن: يكون المصاب حاملاً للبكتيريا، لكنه لا يُظهر أعراضاً ولا يكون مُعدياً.
السل النشط: تظهر الأعراض على المصاب ويكون مُعدياً للآخرين. في هذه الحالة، قد يُصاحب المرض أعراض شديدة تؤثر على جودة الحياة، ويجب علاجه بسرعة لتجنب مضاعفاته.
أعراض مرض السل
تشمل أعراض السل النشط ما يلي:
1. سعال مستمر يستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع.
2. دم في البلغم في الحالات المتقدمة.
3. فقدان الوزن غير المبرر.
4. ارتفاع الحرارة والتعرق الليلي.
5. الإرهاق العام وانخفاض الشهية.
كيفية الوقاية من مرض السل
الوقاية من مرض السل تتطلب اتباع مجموعة من الإجراءات لتقليل خطر الإصابة، خاصة في المناطق ذات انتشار المرض المرتفع.
تشمل طرق الوقاية ما يلي:
1. التطعيم بلقاح السل (BCG): يُعتبر لقاح السل من الوسائل الوقائية الأساسية، ويُعطى عادة للأطفال الرضع في البلدان ذات معدل الإصابة المرتفع.
2. التهوية الجيدة للأماكن: يُفضل تهوية الأماكن المغلقة، مثل المنازل والمدارس وأماكن العمل، للحد من تجمع البكتيريا وانتشارها.
3. التوعية بطرق انتقال العدوى: من المهم نشر الوعي حول طرق انتقال المرض، خاصة بين الأشخاص المعرضين للعدوى.
4. التزام المرضى بتناول الأدوية بشكل كامل: تناول العلاج الكامل يساعد في القضاء على البكتيريا ومنع تطور السلالات المقاومة للأدوية.
5. الفحص الدوري للأشخاص المخالطين: في حالة وجود مصاب بالسل في الأسرة أو في بيئة العمل، يُنصح بأن يخضع المخالطون للفحوصات الطبية بشكل دوري.
علاج مرض السل
يُعالج السل النشط من خلال تناول مجموعة من المضادات الحيوية لمدة تتراوح بين 6 و9 أشهر.
من الضروري أن يلتزم المصاب بتعليمات الطبيب وتناول العلاج بانتظام لضمان الشفاء التام وتجنب مقاومة البكتيريا للأدوية.
تتضمن الأدوية الشائعة المستخدمة في علاج السل الأيزونيازيد، والريفامبيسين، والإيثامبيوتول، والبيرازيناميد.
أهمية الفحص المبكر
الفحص المبكر يساعد في تشخيص المرض في مراحله الأولى، ما يقلل من احتمالية انتقال العدوى إلى الآخرين ويزيد من فعالية العلاج.
يُنصح بإجراء فحوصات دورية خاصة للأشخاص الأكثر عرضة للعدوى، مثل العاملين في المجال الصحي والأشخاص المخالطين لمصابين بالسل.
مرض السل يُعتبر من الأمراض التي يمكن الوقاية منها إذا اتبعت الإجراءات اللازمة.
التطعيم، التهوية الجيدة، وتجنب الأماكن المزدحمة يساعد في حماية الأفراد والمجتمع من هذا المرض المعدي. وبالرغم من التحديات، فإن الالتزام بالعلاج الكامل والوعي بالمرض يساهمان بشكل كبير في السيطرة على انتشار السل وتقليل عدد الإصابات.