نجح فريق من الباحثين في جامعة تكساس، إل باسو، في تطوير جهاز محمول مبتكر يكشف عن سرطان القولون والمستقيم وسرطان البروستات بسرعة وكفاءة تفوق الطرق التقليدية.
يعتمد الجهاز على تقنية الميكروفلويديات، التي تركز على دراسة وتحليل السوائل في مقاييس دقيقة للغاية، مما يتيح له أداء وظائف متعددة باستخدام كميات صغيرة جداً من السوائل.
كيف يعمل جهاز محمول؟
يستخدم الجهاز هيكلاً مبتكراً يُعرف باسم “ورقة في بركة بوليمر”، حيث يتم إدخال عينات دم المريض في آبار صغيرة على نوع خاص من الورق. يعمل هذا الورق على التقاط المؤشرات الحيوية لبروتين السرطان خلال دقائق، ويتغير لونه حسب شدة اللون، مما يدل على نوع السرطان ومدى تقدمه.

فعالية جهاز محمول مقارنة بالطرق التقليدية
يمكن للجهاز تحليل عينة في غضون ساعة واحدة، في حين تستغرق بعض الطرق التقليدية ما يصل إلى 16 ساعة. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن الجهاز يتمتع بحساسية أعلى بنحو 10 مرات من الطرق التقليدية، دون الحاجة إلى أدوات متخصصة، مما يجعله قادراً على اكتشاف المؤشرات الحيوية للسرطان بكميات أصغر، والتي تتواجد عادة في مراحل المرض المبكرة.
أهمية الابتكار في الدول النامية
يمثل هذا الابتكار أهمية خاصة في البلدان النامية، حيث تُسجل معدلات وفيات مرتفعة بسبب السرطان نتيجة للعقبات في التشخيص الطبي. أشار الأستاذ شيو جون (جيمس) لي، من قسم الكيمياء والكيمياء الحيوية بالجامعة، إلى أن “الجهاز بتكلفته المنخفضة، التي لا تتجاوز بضعة دولارات، وحساسيته العالية، يجعل التشخيص الدقيق متاحاً للجميع، بغض النظر عن وضعهم المالي.”
التحديات المستقبلية
يُعتبر الجهاز بديلاً محتملاً للطريقة التقليدية المعروفة باسم ELISA، التي تتطلب أجهزة مكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً. ومع ذلك، أشار لي إلى أن الجهاز يحتاج إلى الانتهاء من النموذج الأولي وإجراء تجارب سريرية قبل أن يُتاح للاستخدام العام، وهو ما قد يستغرق عدة سنوات، بالإضافة إلى الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
نُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة “Lab on a Chip”، المختصة بالأجهزة الميكروية والنانوية.
اقرأ ايضا:
استراتيجيات جديدة ل “مكافحة الأورام الدماغية العدوانية”
3 طرق لـ كيفية السيطرة على “التوتر” لتجنب حساسية الجلد