تعد مشكلة تضخم القلب من الحالات الطبية التي تتطلب اهتمامًا عاجلاً نظرًا لما تسببه من مضاعفات صحية خطيرة.
في هذا السياق، يوضح الدكتور باسم ظريف، استشاري أمراض القلب بالمعهد القومي للقلب، طبيعة هذه الحالة وأسبابها، ويقدم نصائح طبية للتعامل معها.
ما هو تضخم القلب؟
يشير الدكتور باسم ظريف إلى أن تضخم القلب يحدث عندما يصبح القلب أكبر من حجمه الطبيعي، في هذه الحالة، تحدث تغيرات في حجم أو سمك عضلة القلب أو اتساع حجراته، مما يضعف قدرته على ضخ الدم بكفاءة، ويتطلب الأمر تشخيصًا مبكرًا وعلاجًا مناسبًا لتجنب تأثيراته السلبية على الصحة.

الأسباب والعوامل المؤدية لتضخم القلب
وأوضح الدكتور ظريف أن تضخم القلب يمكن أن ينشأ نتيجة عدة أسباب، من أبرزها ارتفاع ضغط الدم المزمن، داء السكري، وأمراض الشرايين التاجية، بالإضافة إلى ذلك، يشير إلى أن التاريخ العائلي يلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة بتضخم القلب، حيث يزداد احتمال الإصابة في حال كان هناك أفراد من العائلة يعانون من نفس الحالة.
كما أشار إلى أن الضغط البدني أو العاطفي، مثل التوتر الناتج عن الحمل أو الضغوط النفسية، قد يسهم أيضًا في تضخم القلب.
اقرأ أيضًا: تجديد عضلة القلب.. اكتشاف طبي يعيد الأمل لمرضى القصور
هل يمكن الشفاء من تضخم عضلة القلب؟
فيما يخص إمكانية الشفاء من تضخم القلب، أكد الدكتور ظريف أن الشفاء يعتمد بشكل كبير على السبب الكامن وراء الحالة، وكذلك على اكتشافها في مراحل مبكرة، وفي بعض الحالات، قد تتمكن العضلة من العودة إلى حجمها الطبيعي بعد العلاج، خاصة إذا كان السبب مؤقتًا، مثل العدوى، أما في الحالات المزمنة، فقد يستمر التضخم مدى الحياة، ويحتاج المريض إلى متابعة طبية مستمرة.

طرق العلاج والتعايش مع تضخم القلب
تطرق “ظريف”، إلى أن العلاج يختلف حسب شدة الحالة، فقد يشمل الأدوية التي تعمل على تقليل ضغط الدم وتخفيف العبء عن القلب، من بين الأدوية التي يمكن أن تساعد في التحكم بالتضخم، أشار إلى مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات بيتا، التي تسهم في تحسين وظائف القلب، أما في الحالات التي لا يمكن السيطرة عليها بالأدوية، فقد يستلزم الأمر اللجوء إلى الأجهزة الطبية مثل جهاز تنظيم ضربات القلب أو حتى إجراء جراحة.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بتضخم القلب
دعا استشاري أمراض القلب، إلى ضرورة الاهتمام بالعوامل التي قد تزيد من خطر تضخم القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم وعدم التحكم في السكري.
كما أكد على أهمية الوقاية من تصلب الشرايين التاجية، والحد من التدخين، والحفاظ على وزن صحي، مشيرًا إلى أن تكرار الإصابة بالأزمات القلبية يمكن أن يساهم في مضاعفة هذه المشكلة.
اقرأ أيضًا: كيف تحمي نفسك من الجلطات القلبية؟
هل يمكن التعايش مع تضخم القلب؟
أوضح “ظريف”، أن التعايش مع تضخم القلب ممكن إذا تم اكتشافه مبكرًا والالتزام بالعلاج الموصوف، وفي بعض الحالات، قد يتمكن المريض من ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي إذا تمت السيطرة على الأعراض من خلال الأدوية والنظام الغذائي الصحي.
وشدد على أهمية تغيير نمط الحياة، مثل تناول أطعمة غنية بالخضروات والحبوب الكاملة، والإقلاع عن العادات الضارة مثل التدخين.

هل الحزن يسبب تضخم عضلة القلب؟
من جهة أخرى، أشار إلى أن الحزن الشديد والتوتر العاطفي يمكن أن يؤدي إلى حالة تعرف باسم “متلازمة القلب المنكسر”، وهي اعتلال مؤقت في عضلة القلب نتيجة لضغوط نفسية أو عاطفية شديدة، و يؤدي هذا النوع من الإجهاد إلى ضعف مؤقت في عضلة القلب، ولكن يمكن أن يتحسن بمرور الوقت إذا تم التعامل معه بشكل صحيح.
وينصح الدكتور باسم ظريف بأهمية التشخيص المبكر والتزام المريض بالعلاج الموصوف واتباع نمط حياة صحي للحد من المخاطر.