أظهرت العديد من الدراسات العلمية الحديثة أن المشي مساءً يمكن أن يكون له تأثيرات صحية عميقة، تشمل تحسين عملية الهضم، تنظيم مستويات السكر في الدم، إنقاص الوزن، بل والمساعدة في الوقاية من أمراض خطيرة مثل سرطان الأمعاء والخرف. هذه الفوائد تجعل من المشي في المساء أحد أبسط وأهم الأنشطة اليومية التي يمكن أن يدرجها الشخص في روتينه الصحي. ويرصد موقع شهد أبرز الفوائد التي يحققها المشي مساءً.
المشي مساءً يقلل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء
كشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة ريغنسبورغ في ألمانيا أن المشي في المساء يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بـ سرطان الأمعاء بنسبة 10%. الدراسة، التي شملت بيانات أكثر من 86 ألف شخص في المملكة المتحدة، أظهرت أن النشاط البدني في فترات المساء، مثل المشي مساءً بين الساعة 6 و8 مساءً، يرتبط بانخفاض الالتهاب المزمن، الذي يعد من العوامل المسببة لهذا النوع من السرطان.
الدكتور جيمس كينغ، أستاذ فسيولوجيا التمرينات في جامعة لوفبورو، أشار إلى أن المشي في المساء يساعد أيضًا في تحفيز الخلايا المناعية المضادة للأورام، مما يساعد الجسم على التخلص من الخلايا التي قد تتحول إلى أورام قبل أن تشكل تهديدًا صحيًا.
المشي مساءً يعزز التحكم في مستويات السكر ويقي من السكري
يعد مرض السكري من النوع الثاني من الأمراض المزمنة التي يعاني منها الملايين حول العالم، والمشي في المساء يمكن أن يساعد بشكل كبير في الوقاية منه. أظهرت دراسة أجراها باحثون في جامعة لندن أن المشي السريع لمدة ساعة يومياً يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسكري بنسبة تصل إلى 40%.
وتعد الفترة بعد العشاء من أفضل الأوقات للمشي، حيث يساعد النشاط البدني بعد تناول الطعام في تنظيم مستويات السكر في الدم، التي قد ترتفع بعد الوجبات نتيجة لتحلل الكربوهيدرات وتحولها إلى سكر. البروفسور كولين غريفز، أستاذ تغيير السلوك الصحي في جامعة برمنغهام، أكد أن المشي بعد العشاء يقلل من ارتفاع السكر في الدم الذي قد يؤدي إلى تلف خلايا البنكرياس مع مرور الوقت.
المشي في المساء يحسن صحة القلب ويطيل العمر
وفقاً لدراسة استمرت لأكثر من سبع سنوات شملت أكثر من 200 ألف شخص، تبين أن المشي يومياً، حتى وإن كانت خطوات قليلة، يمكن أن يقلل من خطر الوفاة الناتجة عن أمراض القلب. البروفسور ديفيد ستينسل من جامعة لوفبورو، أشار إلى أن المشي 2337 خطوة فقط يومياً يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفي حال زيادة الخطوات بمقدار 500 خطوة يومياً، فإن الخطر ينخفض بنسبة 7%.
لكن الفوائد لا تقتصر على القلب فقط، حيث أفادت نتائج دراسة أخرى من جامعة ليستر أن الأشخاص الذين يضيفون 10 دقائق من المشي السريع مساءً إلى يومهم يمكنهم زيادة متوسط أعمارهم بنحو 11 شهرًا للنساء و17 شهرًا للرجال. إذا استمروا في المشي لمدة 30 دقيقة يومياً، فإن الفوائد تكون أكبر.
المشي مساءً يحسن وظائف الدماغ ويقي من الخرف
المشي ليس مفيدًا فقط للجسم، بل للعقل أيضًا. أظهرت دراسة أجراها باحثون من جامعة سيدني أن المشي المنتظم يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بـ الخرف بنسبة تصل إلى 51%. الدراسة أظهرت أن أولئك الذين يسيرون 9800 خطوة يومياً (أي نحو 5 أميال) لديهم فرصة أقل للإصابة بالخرف مقارنة بأولئك الذين لا يمارسون المشي بكثرة.
ديفيد ستينسل أضاف أن المشي في المساء يمكن أن يساعد في تحسين حجم المخ ومنع انكماشه، خصوصًا في المناطق المسؤولة عن الذاكرة. هذا النوع من التمارين يساعد في تقليل التدهور المعرفي، مما يقلل من خطر الإصابة بالخرف مع تقدم العمر.
المشي مساءً لتحسين صحتك على جميع الأصعدة
تعتبر فوائد المشي مساءً كثيرة ومتعددة، بدءًا من تعزيز صحة القلب والدماغ وصولاً إلى تقليل خطر الإصابة بسرطان الأمعاء والسكري. يمكن أن يكون المشي مساءً، الذي لا يتطلب أكثر من 30 دقيقة يوميًا، خطوة بسيطة نحو تحسين جودة الحياة وزيادة العمر. لذا، حاول أن تجعل من المشي في المساء عادة يومية لتحقق هذه الفوائد الصحية الكبيرة، ولتسهم في تحسين صحتك العامة وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة.