أعلنت أحدث التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، أن أكثر من مليار شخص حول العالم يعانون من اضطرابات نفسية، بما في ذلك الاكتئاب، القلق، الفصام، واضطرابات المزاج الأخرى.
وتشير الأبحاث إلى أن الأمراض النفسية الأكثر انتشارًا تشمل القلق والاكتئاب، إذ يعاني حوالي 300 مليون شخص من الاكتئاب، بينما يعاني نحو 275 مليون شخص من اضطرابات القلق، إلى جانب ذلك، تمثل الأمراض النفسية الأخرى مثل الفصام، اضطرابات الأكل، والإدمان على المخدرات والكحول عبئًا كبيرًا على الصحة العامة.
أكثر من 300 مليون شخص يعانون من اضطرابات
كما أظهرت تقارير منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 300 مليون شخص يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات والكحول، ووفقًا للتقارير، يقدر عدد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات بحوالي 275 مليون شخص، بينما يقدر عدد المدمنين على الكحول بنحو 250 مليون شخص على مستوى العالم، وتشير التقديرات إلى أن 35 مليون شخص من هؤلاء يحتاجون إلى علاج متخصص من الإدمان.
وأوضح التقرير أن إدمان المخدرات والكحول لا يزال يشكل تهديدًا صحيًا خطيرًا، إذ يساهم في زيادة معدلات الوفاة والإعاقة في العديد من الدول، ويُعتبر الإدمان على المخدرات السبب الرئيسي في العديد من الأمراض الجسدية والنفسية، بما في ذلك أمراض القلب، السرطان، واضطرابات الدماغ، كما يتسبب الإدمان على الكحول في وفاة 3 ملايين شخص سنويًا حول العالم وفقًا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية.
وأشار التقرير إلى أن إدمان المخدرات المصنعة مثل الميثامفيتامين والفنتانيل أصبح يشكل تهديدًا متزايدًا في العديد من المناطق، مع تزايد حالات التعاطي والتسمم الناجم عن هذه المواد.
عوامل تساهم في ارتفاع معدلات الإدمان
وأكد تقرير منظمة الصحة العالمية أن هناك العديد من العوامل التي تساهم في ارتفاع معدلات الإدمان، من أبرزها العوامل النفسية والاجتماعية، فقد يلجأ العديد من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق إلى تعاطي المخدرات والكحول كوسيلة للتخفيف من معاناتهم النفسية، كما أن الظروف الاجتماعية الصعبة مثل الفقر والعنف الأسري، تعتبر من العوامل المؤثرة التي تدفع الأفراد نحو الإدمان.
ولا تقتصر تداعيات الإدمان على صحة الأفراد فحسب، بل تمتد إلى التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية. فقد أشار تقرير منظمة الصحة العالمية إلى أن تكلفة الإدمان على المخدرات والكحول على الاقتصاد العالمي تقدر بمليارات الدولارات سنويًا بسبب زيادة الإنفاق على الرعاية الصحية، انخفاض الإنتاجية، وارتفاع معدلات الجريمة والعنف.
وأكَّدت المنظمة على أهمية توفير خدمات الدعم النفسي والعلاج من الإدمان في جميع أنحاء العالم، مع التركيز على توفير العلاج للأشخاص الذين يعانون من إدمان المخدرات والكحول.
كما أوصت المنظمة بضرورة تشديد الرقابة على بيع المخدرات والكحول، وتطبيق قوانين صارمة لمنع انتشار المواد المخدرة في الأسواق.
وأكدت أهمية إدماج علاج الإدمان ضمن الرعاية الصحية الشاملة، مع ضرورة توفير مراكز علاجية متخصصة وتدريب الكوادر الصحية للتعامل مع مرضى الإدمان.