هل هناك علاقة خفية بين التهاب الجيوب الأنفية ونوبات الربو المفاجئة؟ هل يمكن أن يكون ذلك مجرد صدفة أم أن هناك آلية بيولوجية تربط بين الحالتين؟ دعونا نستكشف هذا الموضوع معًا.
هل يمكن أن يسبب التهاب الجيوب الأنفية الربو؟ إذا أخبرك طبيبك بأنك تعاني من التهاب في الجيوب الأنفية، فهذا يعني أن هناك التهابًا في الجيوب الأنفية ناتجًا عن فيروس أو بكتيريا أو نوع آخر من الجراثيم، وفقًا للكلية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة (ACAAI).
يسبب هذا الالتهاب تورمًا في الجيوب الأنفية، مما يمنع المخاط من التدفق بشكل طبيعي. ومع تراكم المخاط، تبدأ الأعراض مثل آلام الجيوب الأنفية، الضغط، والاحتقان في الظهور.
ويمكن أن يكون التهاب الجيوب الأنفية حادًا أو مزمنًا. يختفي التهاب الجيوب الأنفية الحاد في غضون أربعة أسابيع، بينما يستمر التهاب الجيوب الأنفية المزمن لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر، وفقًا للرابطة الأمريكية لأطباء الأنف والأذن والحنجرة.
هل يسبب التهاب الجيوب الأنفية تفاقم أعراض الربو؟
بينما لا يُعتبر التهاب الجيوب الأنفية سببًا مباشرًا للربو، إلا أن الإصابة به يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أعراض الربو وتزيد من صعوبة السيطرة عليها، ويرتبط التهاب الجيوب الأنفية والربو بعوامل مشتركة: فهما يمكن أن يكونا ناتجين عن الحساسية تجاه الغبار، وبر الحيوانات الأليفة، أو مواد أخرى. وفقًا لمركز جامعة روتشستر الطبي، يمكن للمحفزات نفسها أن تسبب كلًا من التهاب الجيوب الأنفية التحسسي والربو التحسسي.
العلاقة بين التهاب الجيوب الأنفية والربو أو الحساسية
تُظهر الأبحاث أن العلاقة بين التهاب الجيوب الأنفية والربو هي علاقة متبادلة، ووفقًا لمراجعة نشرت في مجلة Diseases of the Sinuses، يعاني حوالي 80% من المصابين بالربو من التهاب الجيوب الأنفية المزمن، كما يعاني أكثر من 60% من المصابين بمشاكل في الجيوب الأنفية من الربو.
تفاقم الربو عند الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، يعود إلى أن البكتيريا أو الفيروس الذي يسبب عدوى الجيوب الأنفية يحفز جهاز المناعة لإفراز مواد في الجسم تعزز الالتهاب، هذه المواد لا تهاجم العدوى في الأنف فقط، بل تزيد من الالتهاب في الرئتين أيضًا، كما تشرح الدكتورة تانيا ليدلو، أستاذة الطب المساعد في الحساسية في كلية الطب بجامعة هارفارد في كامبريدج، وفقا لموقع Health Central.