إيذاء النفس غير الانتحاري هو سلوك يلجأ إليه بعض الشباب كوسيلة للتعامل مع مشاعر الغضب، الحزن، والذنب.
إيذاء النفس
يعكس هذا السلوك محاولة يائسة للسيطرة على المشاعر السلبية الناتجة عن الظروف الصعبة. وفقًا للدكتورة جانيس ويتلوك، مؤسّسة ومديرة برنامج كورنيل للأبحاث حول إيذاء النفس، يمكن أن يتخذ إيذاء النفس أشكالًا متعددة، مثل القطع أو الخدش أو حتى الحرق.
تشير الإحصائيات من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض إلى أن عدد زيارات قسم الطوارئ بسبب إيذاء النفس ارتفع بشكل ملحوظ، مما يعكس تزايد القلق بشأن الصحة العقلية.
التحديات النفسية وتأثير الجائحة
يعكس إيذاء النفس في كثير من الأحيان صرخة للمساعدة، حيث يسعى الأفراد للتعامل مع ضغوط الحياة. في السياق نفسه، أشار الدكتور جيريمي جاميسون إلى أن العديد من الخبراء يتفقون على أن هذا السلوك قد ينشأ من محاولة معالجة التوتر والفشل. كما زادت نسبة الوعي بإيذاء النفس بين الآباء خلال جائحة “كوفيد-19″، مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في الزيارات لقسم الطوارئ.
مخاطر إيذاء النفس وارتباطه بالانتحار
على الرغم من أن إيذاء النفس ليس دائمًا مؤشرًا على محاولة انتحار، إلا أن الدراسات تشير إلى أنه قد يكون مقدمة لذلك. وفقًا لبيانات عام 2017، كان معدل الانتحار بين الأفراد الذين يقومون بإيذاء أنفسهم أعلى بـ37 مرة مقارنة بالعموم. هذه الإحصائيات تسلط الضوء على أهمية تقديم الدعم والعلاج المناسب للأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة.
استراتيجيات علاج فعالة
علاج إيذاء النفس يتطلب وقتًا وجهودًا، وغالبًا ما يتطلب الأمر تعلم مهارات التأقلم الصحية. يُعتبر العلاج السلوكي الجدلي (DBT) من بين العلاجات الفعالة التي تساعد الأفراد على تطوير مهارات تنظيم المشاعر. تشير الدراسات إلى أن هذا النوع من العلاج يمكن أن يحقق نتائج ملحوظة، حيث تمكن العديد من المشاركين من التوقف عن إيذاء أنفسهم وتحسين جودة حياتهم.
إن فهم أسباب إيذاء النفس ورفع الوعي حوله يعد خطوة مهمة نحو تعزيز الصحة النفسية والدعم المجتمعي، مما يمكن أن يساعد في إنقاذ الأرواح وتقديم الأمل للعديد من الأفراد الذين يعانون من هذا المرض.