عرق النسا من الحالات الشائعة التي يعاني منها الكثيرون، فقد تشير الإحصائيات إلى أن نحو 40% من الأشخاص في الولايات المتحدة يتعرضون لأشكال مختلفة من عرق النسا خلال حياتهم، وعادةً ما يظهر هذا المرض في فترات لاحقة من الحياة، إذ نادرًا ما يحدث قبل سن العشرين إلا إذا كان مرتبطًا بإصابة معينة، ورغم أن هذه الحالة غير مهددة للحياة، فإنها قد تكون مؤلمة للغاية وتؤثر على قدرة الشخص على أداء الأنشطة اليومية.
ما هو عرق النسا؟
و عرق النسا هو حالة مؤلمة تنشأ بسبب إصابة أو تهيج في العصب الوركي الذي يمتد من أسفل الظهر إلى أسفل الساق، وعادةً ما يترافق هذا الألم مع إحساس بالخدر أو الوخز في منطقة الظهر أو المؤخرة، وقد يمتد أيضًا إلى الساقين أو القدمين، وهذه الأعراض قد تتراوح في شدتها من خفيفة إلى شديدة، ويمكن أن تؤدي إلى صعوبة في الحركة أو أداء الأنشطة اليومية، وعادة ما يكون الألم في جانب واحد من الجسم، ولكنه قد يظهر في مناطق مختلفة مثل الساق الخلفية أو باطن القدم، ويمكن أن يشعر الشخص أحيانًا بضعف في الساق المصابة.
أنواع عرق النسا
وهناك نوعان رئيسيان لعرق النسا، الأول هو عرق النسا الحقيقي الذي يحدث نتيجة إصابة مباشرة أو تهيج في العصب الوركي نفسه، بينما النوع الثاني هو الحالات المشابهة لعرق النسا، التي تتسم بأعراض مشابهة ولكن تكون ناتجة عن أسباب أخرى تؤثر على الأعصاب المتصلة بالعصب الوركي، وعلى الرغم من وجود اختلافات بين النوعين، يعتقد العديد من مقدمي الرعاية الصحية أن كلاهما يمكن أن يعالج تحت نفس المسمى عرق النسا، حيث أن العلاج يعتمد في الغالب على نوع المشكلة الأساسية التي تسبب الألم.

أعراض عرق النسا
وتختلف أعراض عرق النسا بشكل كبير من شخص لآخر، وقد تتراوح بين الألم الخفيف والوخز الخفيف إلى الألم الحارق والشديد الذي يتسبب في عدم قدرة الشخص على الحركة، ومن الأعراض الأخرى التي تظهر الشعور بالخدر في أسفل الساق أو القدمين، ويترافق هذا مع ضعف في العضلات أو صعوبة في المشي، وفي بعض الحالات، يمكن أن يؤدي السعال أو العطس أو حتى الضحك إلى تفاقم الألم، خصوصًا إذا كان السبب هو الانزلاق الغضروفي، وعادة ما يتفاقم الألم بعد فترات من الجلوس الطويل أو الوقوف لفترات طويلة أو عند الانحناء للخلف.
أسباب عرق النسا
ويحدث عرق النسا عندما يتعرض العصب الوركي للضغط أو التهيج نتيجة بعض المشاكل في العمود الفقري أو الأنسجة المحيطة به، ويشمل ذلك مشاكل مثل الانزلاق الغضروفي أو تضيق العمود الفقري أو متلازمة العضلة الكمثرية التي تصيب العضلات في منطقة الأرداف، كما يمكن أن يحدث عرق النسا نتيجة إصابة في الحوض أو الأورام أو الانزلاق الفقاري، ويتأثر الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عامًا بشكل خاص بهذه الحالة، حيث يزيد خطر الإصابة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مرتبطة بالظهر.
مضاعفات عرق النسا
وعلى الرغم من أن معظم المرضى يتعافون من عرق النسا، خاصة عندما يكون ناتجًا عن قرص منفتق، إلا أن الحالة تتسبب في تلف الأعصاب إذا تركت دون علاج، وفي بعض الحالات، قد يؤدي عرق النسا إلى فقدان الإحساس أو ضعف في الساق المصابة، أو حتى فقدان السيطرة على التبول أو التبرز، ما يستدعي طلب الرعاية الطبية الفورية، لذلك من المهم مراقبة الأعراض والتوجه للطبيب إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت، لأن العلاجات المبكرة غالبًا ما تؤدي إلى نتائج أفضل.

الوقاية من عرق النسا
وعلى الرغم من أنه لا يمكن دائمًا الوقاية من عرق النسا، إلا أن هناك بعض التدابير الوقائية التي يمكن أن تقلل من احتمالية الإصابة، ومن أهم هذه التدابير ممارسة الرياضة بانتظام، حيث يمكن أن تساعد التمارين الرياضية التي تقوي عضلات الجذع مثل البطن وأسفل الظهر في تحسين الوضعية وتقليل الضغط على العمود الفقري، كما يُنصح بالحفاظ على وضعية صحيحة أثناء الجلوس والوقوف، واستخدام الجسم بشكل صحيح عند رفع الأشياء الثقيلة أو الوقوف لفترات طويلة، مع محاولة تقليل التوتر على الظهر لتجنب الضغط على العصب الوركي.
علاج عرق النسا
ويتم علاج عرق النسا عادة باستخدام مجموعة من العلاجات التي تتراوح من الرعاية الذاتية البسيطة إلى العلاجات الطبية المتقدمة، والأدوية مثل مضادات الالتهاب ومسكنات الألم يمكن أن تساعد في تخفيف الألم، وفي بعض الحالات، يكون من المفيد استخدام حقن الستيرويد التي تساعد في تقليل الالتهاب المحيط بالعصب الوركي، وإذا لم تفِ العلاجات غير الجراحية بالغرض، قد يُوصي الأطباء بالعلاج الجراحي لإزالة أي ضغط على العصب، خاصة في الحالات التي تتسبب في ضعف شديد أو فقدان السيطرة على التبرز أو التبول.