كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من كلية هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة عن وجود علاقة عكسية بين تناول ألياف الفاكهة ومنتجات الألبان والكافيين وخطر الإصابة بطنين الأذن المزمن، وتقدم هذه النتائج رؤى جديدة حول كيفية تأثير النظام الغذائي على صحة السمع وتوفر استراتيجيات وقائية محتملة لهذه الحالة المزعجة التي تؤثر على حياة الملايين.
طنين الأذن والعلاقة بألياف الفاكهة
أظهرت الدراسة التي استمرت لمدة 34 عامًا وشملت أكثر من 69,000 امرأة، أن النساء اللاتي تناولن كميات أكبر من ألياف الفاكهة انخفضت لديهن مخاطر الإصابة بطنين الأذن بنسبة تصل إلى 27% مقارنة بمن تناولن كميات أقل، وفسر الباحثون ذلك بأن ألياف الفاكهة تحتوي على خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة تحمي الخلايا العصبية في الأذن الداخلية، كما تساعد في تحسين الدورة الدموية للأذن وتقليل الالتهابات التي قد تسبب طنين الأذن.
تعرف على: احذر الطنين النابض.. سماع ضربات القلب قد يشير إلى مشكلة صحية خطيرة
دور منتجات الألبان في الوقاية من طنين الأذن
كما أشارت الدراسة إلى أن النساء اللاتي تناولن منتجات الألبان بانتظام كان لديهن خطر أقل بنسبة 18% للإصابة بطنين الأذن مقارنة بالنساء اللاتي تناولن كميات قليلة، ويرجع الباحثون هذا التأثير الوقائي إلى محتوى الكالسيوم وفيتامين D في منتجات الألبان، حيث يلعب هذان العنصران دوراً مهماً في الحفاظ على صحة الخلايا العصبية والعظام الصغيرة في الأذن الداخلية، مما يقلل من احتمالية حدوث تلف يؤدي إلى طنين الأذن.
الكافيين وتأثيره الإيجابي على طنين الأذن
من النتائج المثيرة للاهتمام في الدراسة أن استهلاك الكافيين ارتبط أيضاً بانخفاض خطر الإصابة بطنين الأذن، حيث أن النساء اللاتي تناولن كميات معتدلة من الكافيين يومياً كان لديهن خطر أقل بنسبة 15% مقارنة بمن لم يستهلكن الكافيين، ويعتقد الباحثون أن الكافيين قد يعمل على تحسين وظيفة الخلايا العصبية في الأذن وتعزيز الدورة الدموية، مما يساعد في الحفاظ على صحة الأذن والوقاية من طنين الأذن.
توصيات غذائية للوقاية من طنين الأذن
بناءً على نتائج الدراسة، يقدم الباحثون عدة توصيات غذائية للمساعدة في الوقاية من طنين الأذن، وتشمل هذه التوصيات زيادة استهلاك الفواكه الغنية بالألياف مثل التفاح والكمثرى والتوت، وتناول منتجات الألبان بانتظام خاصة تلك المدعمة بفيتامين D، واستهلاك كميات معتدلة من الكافيين من مصادر مثل القهوة والشاي الأسود، كما يشددون على أهمية اتباع نظام غذائي متوازن غني بمضادات الأكسدة والعناصر الغذائية الأساسية.
الآليات البيولوجية وراء تأثير النظام الغذائي على طنين الأذن
يوضح الباحثون أن هناك عدة آليات بيولوجية قد تفسر التأثير الوقائي للألياف ومنتجات الألبان والكافيين على طنين الأذن، وتشمل هذه الآليات تحسين الدورة الدموية في الأذن الداخلية، وتقليل الالتهابات المزمنة، وتعزيز وظيفة الخلايا العصبية، وحماية الخلايا من الإجهاد التأكسدي، وتنظيم مستويات الأنسولين وضغط الدم اللذين قد يؤثران على صحة السمع.