هل تساءلت يومًا كيف يتمكن صديقك الذي يأكل شطيرة برجر بالجبن مع البطاطس المقلية ولا يزال لديه مساحة للحلوى من الحفاظ على رشاقته، بينما تشعر وكأن مجرد النظر إلى كعكة الكب كيك يزيد من محيط خصرك؟
يبدو الأمر غير عادل تقريبًا، وكأن لديهم عملية أيض سحرية أو روتين لياقة بدنية سري لا يشاركونه، ومع ذلك، فإن الواقع أكثر إثارة للاهتمام من الإحباط.
في حواره مع “شهد كلينك“، أكد الدكتور بهاء ناجي، استشاري التغذية، أن الأمر لا يتعلق فقط بما يأكلونه أو بكميته، بل يتضمن تفاعلًا معقدًا بين الجينات وأسلوب الحياة والآليات البيولوجية، وإلى نص الحوار:
اقرأ أيضًا: طبيب: “طبق السلطة خماسي الألوان” مليئ بالكنوز الصحية
كيف يحافظ البعض على النحافة رغم تناولهم كميات كبيرة من الطعام؟
إن الأنسجة الدهنية المسئولة عن ذلك أكثر تعقيدًا مما كنا نعتقد في السابق، فهي تتألف من نوعين رئيسيين، هما الأنسجة الدهنية البيضاء والنسيج الدهني البني.
ما هي الدهون الدهون البيضاء؟
مسؤولة بشكل أساسي عن تخزين الطاقة على شكل دهون ثلاثية، وتفرز الدهون البيضاء هرمونات مثل اللبتين والأديبونيكتين، والتي تنظم الشهية وحساسية الأنسولين.
وماذا عن دور الدهون البنية التي يُقال إنها تعمل كفرن لحرق السعرات؟
من ناحية أخرى، تعمل الدهون البنية على تبديد الطاقة على شكل حرارة، وهي العملية المعروفة باسم التوليد الحراري، وهي فعالة بشكل خاص في مكافحة انخفاض حرارة الجسم والسمنة ومرض السكري.
وتنتشر الدهون البنية بشكل أكبر بين الرضع ولكنها موجودة أيضًا بين البالغين، وإن كانت بكميات أقل، ومن المثير للاهتمام أن الأفراد الذين لديهم كميات أكبر من الدهون البنية يميلون إلى أن يكون وزن أجسامهم أقل.
وتعمل الأنسجة الدهنية البنية كفرن أيضي، ويحرق الأشخاص الذين لديهم المزيد من الأنسجة الدهنية البنية السعرات الحرارية بكفاءة أكبر، حتى بدون ممارسة نشاط بدني إضافي، وهذا قد يفسر سبب بقاء بعض الأشخاص نحيفين على الرغم من شهيتهم الكبيرة.
هل هناك عوامل أخرى تؤثر على النحافة؟
رغم أن الدهون البنية تلعب دورًا مهمًا، إلا أن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تساهم في هذه الظاهرة، جاءت كالتالي:
علم الوراثة
يرث بعض الأشخاص سمات تجعلهم عرضة بشكل طبيعي للنحافة، إذ إن معدل الأيض الأساسي (BMR) المرتفع يعني حرق المزيد من السعرات الحرارية أثناء الراحة.
أنماط تخزين الدهون
تحدد الجينات مكان تخزين الدهون ومدى كفاءة استقلابها.
تنظيم الشهية
تؤثر العوامل الوراثية على الهرمونات مثل اللبتين والغريلين، مما يؤثر على الجوع والشبع.
والجينات هي عامل قوي يحدد وزن الجسم، فبعض الأفراد مبرمجون على حرق السعرات الحرارية بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
التمثيل الغذائي
يختلف التمثيل الغذائي بشكل كبير بين الأفراد.
التأثير الحراري للطعام
يؤدي هضم وامتصاص الطعام إلى حرق السعرات الحرارية، ويتمتع بعض الأشخاص بتأثير حراري أعلى بشكل طبيعي.
تحدثت عن تأثير الطعام نفسه في حرق السعرات.. هل يمكن توضيح هذه النقطة؟
تنحيف كتلة العضلات يلعب دورًا محوريًا في حرق السعرات الحرارية، فالأفراد الذين لديهم كتلة عضلية أعلى يحرقون المزيد من السعرات الحرارية حتى في حالة الراحة.
هل ميكروبات الأمعاء لها دور؟
تؤثر بكتيريا الأمعاء على امتصاص السعرات الحرارية، إذ إن بعض أنماط ميكروبات الأمعاء تسمح للأفراد باستخراج عدد أقل من السعرات الحرارية من نفس الوجبة مقارنة بالآخرين، وقد يفسر هذا الاختلاف في تركيبة ميكروبات الأمعاء جزئيًا سبب بقاء بعض الأفراد نحيفين على الرغم من تناول المزيد من الطعام.
اقرأ أيضًا: راقب صحتك.. احذر هذه الأعراض تشير إلى ضعف المناعة
ماذا عن دور الهرمونات ونمط الحياة؟
تلعب الهرمونات التي تنظم الجوع والشبع أيضًا دورًا كالتالي:
– اللبتين، يشير إلى الشعور بالشبع ويقلل الشهية.
– الجريلين، يحفز الجوع.
هل النحافة المفرطة دائمًا ميزة صحية؟
يمكن أن تؤثر الاختلافات في الحساسية لهذه الهرمونات على كمية الطعام الذي يتناوله الشخص ومدى كفاءة حرق السعرات الحرارية.
هل المجهود البدني غير الرياضي مؤثر في مسألة النحافة والبدانة؟
على الرغم من أن ممارسة التمارين الرياضية أمر بالغ الأهمية، إلا أن الأنشطة المنخفضة الكثافة بشكل متواصل تساهم في حرق سعرات حرارية أعلى.
إلى أي مدى يسهم نظام النوم في النحافة؟
قلة النوم تؤدي إلى خلل في التوازن الهرموني، مما يؤدي إلى زيادة الجوع وتناول السعرات الحرارية.
هل الإجهاد ينقص الوزن؟
الإجهاد المزمنيمكن أن تؤثر على سلوكيات الأكل والكفاءة الأيضية.
ما تأثير امتصاص السعرات الحرارية؟
لا يمتص الجسم كل السعرات الحرارية المستهلكة، فقد يفرز بعض الأفراد بشكل طبيعي المزيد من السعرات الحرارية غير الممتصة، مما يؤدي إلى انخفاض صافي السعرات الحرارية المتناولة.
